فازت الشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر، بجائزة الشيخ زايد للكتاب "فرع الآداب"، عن كتابها "مقهى ريش، عين على مصر"، الصادر عن "دار نهضة مصر للنشر" عام 2021، ويتناول الكتاب تاريخ مقهى "ريش" منذ أن اختار مالكه الأول ميشيل بولتيس اليوناني المغامر محب الفن والثقافة هذا المسار، وصولا لعائلة عبد الملاك التي لا تزال تديره من خلال أحفاده كإرث ثقافي يتجاوز الخاص إلى العام. يمثل الكتاب مدخلا فريدًا لتناول تاريخ القاهرة ورحلتها مع من منظور اجتماعى ثقافى، واستهدف بناء سردية جديدة لهذا التاريخ تأسست على التفاصيل الصغيرة، وما يسميه المؤرخون "التاريخ من أسفل"، ويظهر فالمقهى في الكتاب كحاضن اجتماعي ووثيقة انتماء تعتمد إلى جانب المرئي والمكتوب على الكثير من المرويات الشفاهية وتعمل على التحقق منها بمختلف آليات التحقيق والبحث التاريخي العميق. كما تقدم الكاتبة المراسلات التى قدمها فاعلون فى تاريخ مصر، فضلا عن الطوابع البريدية، والاعلانات التي كشفت عن الدور الحيوي الذي لعبته المقاهي في الحياة الفنية سواء في المسرح أو عالم الموسيقى والغناء، كما وثق الكتاب لقصص الحب التي نمت في فضاء ريش وأشهرها تجربة الشاعر أمل دنقل مع الناقدة عبلة الرويني وعبد الرحمن الأبنودى وزوجته الأولى المخرجة عطيات الأبنودي. يتضمن الكتاب سردية فريدة لرحلة القاهرة مع التحديث المعماري، طوال قرن كامل، ويظهر الأدوار التي لعبتها المقاهي في تاريخ المدينة خلال العصر الحديث، يركز الكتاب على مقهى "ريش" كأحد نقاط السحر في وسط المدينة، منذ أن اختار مالكه الأول ميشيل بولتيس اليوناني المغامر محب الفن والثقافة، هذا المسار، وصولا لعائلة عبد الملاك التي لا تزال تديره وتحافظ عليه كإرث ثقافي يتجاوز الخاص الى العام. ويكشف الكتاب كذلك عن الدور الذي لعبه في إنتاج الأفكار وبلورة صيغ فريدة للحوار اقترنت بمحطات التحول الرئيسية وبصورة جعلته أحد المعالم الثقافية الرئيسية في عمارة المدينة التي تقاطعت مع الشأن العام. ويعد هذا الكتاب من الركائز الأساسية لتوثيق الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر مستندا على وثائق مقهى ريش التي حصلت عليها الكاتبة من مالك المقهى مجدى عبد الملاك، ولا تعد كتابة كتاب "مقهى ريش.. عين على مصر"، حيث جاءت الفكرة للكاتبة عبر قراءتها لوثائق مقهى ريش، حيث بدأت العمل في مشروع هذا الكتاب منذ 2011. يقع الكتاب فى نحو 650 صفحة، وخلال أربعة فصول، تصحبنا ميسون صقر في رحلة للنعرف خلالها على القاهرة الخديوية، وتطرق إلى تفاصيل التاريخ المعماري والثقافي والسياسي والاجتماعي لتلك الفترة، والمقاهى فى القاهرة، كما يتناول الكتاب تعريف تفصيلي بالقاهرة الخديوية، حيث جاء الفصل الأول سرد عن المعمار في تلك الفترة، والثانى تناول الوثائق، والثالث تناول الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية التى مرت بها مصر. الشاعرة ميسون صقر القاسمي؛ ولدت في الإمارات العربية المتحدة سنة 1958، تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية قسم علوم السياسة عام 1982، أقامت في القاهرة بين عامي 1964 و1989 ثم عادت لتقيم فيها منذ 1995، عملت من سنة 1989 وحتى 1995 في المجمع الثقافي في أبو ظبي رئيسا للقسم الثقافي ثم لقسم الفنون ثم لقسم الفنون والنشر. قدمت تسع مجموعات شعرية هي"هكذا أسمي الأشياء" 1983 و"الريهقان" و"جريان في مادة الجسد" و"البيت" في عام 1992 و"الآخر في عتمته" و"مكان آخر" و"السرد على هيئته" و"تشكيل الأذى" وأخيراً "رجل مجنون لا يحبني"، كما أصدرت ديوانين باللهجة العامية المصرية هما "عامل نفسه ماشي" و"مخبية في هدومها الدلع". وأقامت ميسون القاسمي تسعة معارض تشكيلية في القاهرةوالإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين، كما شاركت في معرض الفنانات العربيات في الولاياتالمتحدة الأميركية، وفي عام 1990 - 1991 أقامت أول معرض تشكيلي لها في الإمارات ثم نقل في نفس العام إلى القاهرة باسم "خربشات على جدار التعاويذ والذكريات لامرأة خليجية مشدوهة بالحرف واللون" ممازجة بين الشعر والتشكيل وأصدرت بصدده كتيباً للمعرض يحوي بعض النصوص، وعام 1992 أقامت معرضها الثاني في القاهرة ثم تم نقله إلى الإمارات باسم "الوقوف على خرائب الرومانسية" وأصدرت معه كتيباً يحوي بعض النصوص. أقامت معرضها الثالث "السرد على هيئته" عام 1993، وبعده جاء معرضها الرابع "الآخر في عتمته" عام 1998، متنقلاً ما بين قاعة الهناجر بالقاهرة وقاعة الطاهر الحداد بتونس وملتقى المبدعات العربيات بتونس والمركز الثقافي بالبحرين، ولا تزال تواصل تجربتها التشكيلية الموازية للشعر.