وجه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، رسائل متطابقة إلى عدة أطراف دولية فاعلة، بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الأقصى المبارك، من خلال اقتحامه، وإغلاق بواباته، والاعتداءات الوحشية على المصلين العزل داخله، مما أدى إلى جرح واعتقال المئات منهم. وبحسب ما نشره الموقع الرسمي للمنظمة، اليوم الأربعاء، أكد الأمين العام في الرسائل التي وجهها إلى وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وروسيا الاتحادية، والمملكة المتحدة، والجمهورية الفرنسية وجمهورية الصين الشعبية، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن هذا التصعيد الخطير في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك، يشكل اعتداء على الحقوق والمشاعر الدينية للأمة الإسلامية جمعاء، وانتهاكا صارخاً للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة، الذي من شأنه أن يؤدي إلى إشعال حرب دينية، وتأجيج العنف في المنطقة وخارجها. كما دعا جميع الأطراف الدولية الفاعلة إلى التحرك العاجل، في ظل هذه الأوضاع الحرجة، للضغط على إسرائيل، قوة الاحتلال، لضمان حق المسلمين في الصلاة في المسجد الأقصى المبارك بحرية، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة في مدينة القدسالمحتلة. وجدد دعوته جميع الأطراف إلى تكثيف الجهود الدولية، من أجل إحياء مسار سياسي يقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة وذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، استناداً للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى، تمهيدا لاقتحامات المستوطنين الجماعية، التي دعت لها «جماعات الهيكل» المزعوم لساحات الحرم القدسي الشريف، لمناسبة عيد الفصح العبري. وحاصرت قوات الاحتلال، المصلين في مصليات الأقصى بعد إغلاقها، ومنعتهم من التواجد في منطقتي المصلى القبلي وقبة الصخرة. وأفادت وكالة الأنباء «وفا»، بأن قوات الاحتلال انتشرت في ساحات الأقصى، وشرعت بإبعاد المصلين عن مسار اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم، واعتقلت شابا، كما واستهدفت المعتكفين في المصلى القبلي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما حاصرت النساء في صحن قبة الصخرة، في محاولة لإبعادهن عن مسار الاقتحامات. واقتحم المستوطنون المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في ساحاته، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال. وتواصل شرطة الاحتلال التضييق على أبناء الشعب الفلسطيني، ونصبت الحواجز داخل القدس القديمة وعند الطرقات المؤدية إلى أبواب الأقصى، ومنعت الكثير من المواطنين، خاصة الشباب من الدخول للأقصى لأداء صلاة الفجر. وأمس الثلاثاء اقتحم نحو 650 مستوطنا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في ساحاته. وكانت ما تسمى «منظمات الهيكل» دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، لمناسبة عيد الفصح العبري، الذي بدأ صباح الجمعة الماضي ويستمر حتى الخميس. يذكر أن جماعات اليمين المتطرف أعلنت عن تنظيم «مسيرة الأعلام»، اليوم الأربعاء، حول أسوار البلدة القديمة وداخل القدس القديمة، الساعة الخامسة عصرا.