الهضيبى: هجرة الأطباء من أخطر التحديات التى تواجه تطوير وتحسين الخدمة الصحية.. ويجب زيادة أعداد المقبولين بكليات الطب ومعالجة مشكلة تدنى الأجور تقدم عضو مجلس الشيوخ ياسر الهضيبى، لرئيس المجلس المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، بطلب مناقشة عامة بشأن سياسة الحكومة لمواجهة هجرة الأطباء والتى تهدد تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل. وأكد أن العجز فى الأطباء من المشكلات التى ستواجه الدولة خلال تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل على مستوى الجمهورية، لأن عدد الأطباء لن يكون كافيا لتغطية جميع المستشفيات والمراكز الصحية والوحدات القروية على مستوى الجمهورية، وهو ما يهدد المنظومة بالفشل. وقال الهضيبى، فى طلبه، إن هجرة الأطباء إلى الخارج من أخطر التحديات التى تواجه تطوير وتحسين الخدمة الصحية فى مصر، مشيرًا إلى دراسة قام بها المكتب الفنى لوزارة الصحة بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات، والمجلس الأعلى للمستشفيات الحكومية، كشفت أن عدد الأطباء البشريين المسجلين والحاصلين على ترخيص مزاولة المهنة من نقابة الأطباء، باستثناء من بلغوا سن المعاش، يبلغ حوالى 212 ألفا و835 طبيبًا. وأوضحت الدراسة أنه يعمل منهم حاليًا فى جميع قطاعات الصحة، سواء بالمستشفيات التابعة للوزارة أو المستشفيات الجامعية الحكومية، أو القطاع الخاص حوالى 82 ألف طبيب فقط، أى بنسبة 38% من عدد الأطباء المسجلين والحاصلين على ترخيص مزاولة المهنة، أى أن هناك 62% منهم لا يعملون فى المنظومة الطبية. وأضاف الهضيبى، أن نقابة الأطباء أعلنت أن قرابة 7 آلاف طبيب يهاجرون سنويا، بسبب «الإجراءات التعسفية» ضد الأطباء، وأنه تم رصد استقالة 10 آلاف من وظائفهم فى المستشفيات الحكومية ليعملوا فى عيادات خاصة. وتابع: «انتهت الدراسة أيضا إلى أن مصر لديها طبيب لكل 1162 مواطنًا، ولا تقتصر الأزمة فى عجز الأطباء مقارنة بعدد المواطنين، وإنما تعانى مصر من عجز فى بعض التخصصات، مثل تخصصات العناية المركزة والطوارئ والتخدير بسبب عزوف الطلاب عن هذه التخصصات. وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن هجرة الأطباء تعود إلى عدة أسباب منها، غياب التقدير المعنوى والمادى نظير العمل بالمستشفيات الجامعية والحكومية التابعة لوزارة الصحة، فيما يجد الأطباء أجورا ومرتبات مرتفعة حال السفر إلى أوروبا والخليج، مع إتاحة فرص جيدة للبحث العلمى والدراسات العليا. واقترح الهضيبى زيادة أعداد المقبولين بكليات الطب وغيرها من الكليات الطبية، ومعالجة مشكلة تدنى الأجور والتى تأتى على رأس عوامل الطرد، وزيادة بدل العدوى خاصة فى قسم العناية المركزة، وتوفير أماكن إقامة مناسبة وآمنة للأطباء بالمستشفيات، مع وضع قوانين رادعة لحمايتهم أثناء تأدية عملهم من خلال تغليظ عقوبة الاعتداء على المنشآت الطبية والأطباء، مطالبا بتفعيل قانون رقم 14 لسنة 2014 الذى ينص على تحمل وزارة الصحة لتكاليف الدراسات العليا، فى ظل التكلفة الكبيرة التى يتكبدها الأطباء.