"كان دائرة حاضنة واسعة العطاء، قامت مقام جامعة بأكملها في التواصل مع المعاصرين والأجيال المتتابعة، وامتد عطاؤه فيها إلى كل مجالات الفكر الإنسانى"، هكذا عبر رجائي عطية نقيب المحامين، الذي وافته المنية اليوم، عن تقديره البالغ للكاتب الكبير عباس العقاد، التي جالت مؤلفاته وأعماله الأدبية كل أبواب الفكر والأدب والمعرفة. وكان الكاتب والمفكر الدكتور رجائى عطية قد وقع خلال عام 2019، عقد كتابيه الأحدث مع المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الشروق"، "في مدينة العقاد.. الفكر والفلسفة والحياة"، و"توفيق الحكيم وعودة الوعي"، ومن المنتظر صدور الكتابين فى الفترة المقبلة عن "دار الشروق". كان التوقيع أشبه بالمائدة المستديرة للنقاش حول العقاد وفكره ودوره وإسهاماته فى الثقافة المصرية والعربية، الذى غلب عليه تعدد الموضوعات ما بين أفكار العقاد فى قضايا الإسلام والفلسفة والثقافة، وردود الأستاذ رجائى الموسوعية والمحبة للعقاد، وبخفة دم وذهن حاضر منه عبر الإجابة فى أعقد الأمور بأسلوب سهل. وجاء ذلك بحضور أميرة أبو المجد العضو المنتدب لدار الشروق، وسعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، والكاتب عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، والكاتب خالد أبو بكر، والكاتب أسامة عرابى، والروائى أحمد سمير، والصحفية داليا عاصم، وسامح سامى رئيس القسم الثقافى بجريدة الشروق، ومن دار الشروق نانسى حبيب وعمرو عز الدين. وقدم رجائى عطية في كتابه "فى مدينة العقاد"، استقصاء لأعمال "العقاد" فى الفكر والحياة والفلسفة، وعن عباقرة الفكر والفلسفة فى الشرق والغرب، وهو الأمر الذى اقتضى به الطواف بجميع أعمال العقاد التى تجلت فيها هذہ الجوانب، ما بين الشرق والغرب، وما بين الفكر والفلسفة، والحكمة والحياة، ليجد فيها القراء ما وجدوہ فى المجلدات التى صدرت من قبل من متعة الطواف فى مدائن العقاد. وقال رجائى عطية، خلال كلمته: "لم يكن صحيحا أن اهتمام الأستاذ العقاد بالإسلام وقضاياه، كان على حساب اهتماماته الفكرية والفلسفية، نعم بدت إرهاصات هذہ الاهتمامات من بداية حياته، ودلت عليها أعماله الأولى، وهو فى صدر الشباب، وتضمنت هذہ البواكير عناية ملحوظة بفلسفة الجمال والحرية، وبالفلسفة والفلاسفة، ووضحت فيها عقليته الفذة التى أبحرت فى كل أبواب الفكر والحكمة والفلسفة، ولكنها لم تنقطع بكتابته عن الإسلام واستمرت هذہ الاهتمامات مصاحبة له حتى وفاته". وأضاف: "ارتباطى بالأستاذ العقاد، قديم، دعانى للتأمل فى مدائن العقاد"، حيث رأى -إلى جوار موسوعيته وقوة عارضته وتنوع مؤلفاته وعراضتها- إيمانا عميقا برسالته فى التنوير، وعصامية نادرة، لم يتساند فى إنتاجه الغزير المتنوع إلا إلى جهده الشخصى وحده، بلا سكرتارية ولا معاونين. وتضمن المجلد 17 فصلا، جاءت عناوينه: (العقاد فى رحاب الفكر والفلسفة، بين الفلسفة والفلاسفة، فى المذاهب وفلاسفة الحكم فى العصر الحديث، تذكار جيتى، روح عظيم: المهاتما غاندى، محمد على جناح، برنارد شو، الشيخ الرئيس ابن سينا، ابن رشد، الثقافة العربية أسبق من ثقافة اليونان والعبريين، جحا الضاحك المضحك، إبليس، عقائد المفكرين فى القرن العشرين، فلسفة الغزالى، الأستاذ الإمام محمد عبده.. عبقرى الإصلاح والتعليم، فرنسيس بيكون مجرب العلم والحياة، الصفحة الأخيرة). وفى رحاب الفكر والفلسفة والحياة، يتجول رجائى عطية، فى مدينة العقاد الفلسفية والثقافية والأدبية، ليلقى الضوء على ما حفلت به من مؤلفات محمود عباس العقاد، التى جالت فى كل أبواب الفكر والأدب والمعرفة، ومنها: (عقائد المفكرين فى القرن العشرين، فلاسفة الحكم فى العصر الحديث، أفيون الشعوب والمذاهب الهدامة، الإنسان فى مذاهب العلم والفكر)، و"اليوميات" بمجلداتها ال4 الضخمة التى ظل يداوم على كتابتها منذ عام 1951 حتى قبيل وفاته بأيام. كما يلقي "عطية" الضوء على مؤلفات الأستاذ العقاد عن الفلاسفة الإسلاميين والشرقيين، ومنهم: (ابن سينا، ابن رشد، الغزالى)، وعن المفكرين الإصلاحيين: (الإمام محمد عبده، عبدالرحمن الكواكبى، المهاتما غاندى، محمد علي باشا)، فضلا عن مؤلفاته عن مفكرى الغرب: (فرنسيس بيكون، برناردشو، بنجامين فرانكلين، سون يات سن أبو الصين، شكسبير).