حذر رئيس فنلندا ساولي نينيستو، من أن أوروبا ستشهد تصعيدًا خطيرًا إذا قدمت بلاده طلبًا للانضمام إلى حلف الناتو، مشيرًا إلى أن البديل لهذا الأمر هو تعميق تعاونها الدفاعي مع الولاياتالمتحدةوالسويد المجاورة. وفي تصريحات خاصة لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، صباح الأحد، أكد الرئيس الفنلندي أن البدائل المتاحة تحسن من أمن هلسنكي، موضحًا أن العنوان الرئيسي للخطوات التي تتخذها بلاده يتلخص في «الأمن الفنلندي». وأظهر استطلاع للرأي أجرته محطة فنلندية حكومية، الأسبوع الماضي، أن نحو 62% من المواطنين يؤيدون انضمام البلاد لحلف الناتو، بينما يعارض القرار 16% فقط. ومن المرجح أن يؤيد 74% من المواطنين قرار الانضمام إلى حلف الناتو، إذا دعمت القيادة السياسية الأمر. وعقب رئيس البلاد: «الانضمام إلى الناتو قد يظهر أن مخاوفنا انتهت، لكننا مطلعون على كل البدائل المختلفة للتعامل مع المخاطر المحيطة، وفي الوقت الحالي، يتمثل الخطر الرئيسي في تصعيد الوضع في أوروبا». وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى إعادة التفكير في تعزيز أمن فنلنداوالسويد، ومن المقرر أن يتخذ البرلمان الفنلندي، قرارًا بشأن التقدم بطلب للحصول على عضوية حلف الناتو، في الأشهر المقبلة. وتشترك فنلندا بأطول حدود مع روسيا، حيث يبلغ طول الحدود 1340 كيلومترًا، وتعرضت الدولة الاسكندنافية لغزو الاتحاد السوفيتي، خلال الحرب العالمية الثانية. وتعد واحدة من الدول الأوروبية القليلة، التي لم تنه التجنيد الإجباري فيها أو تخفض الإنفاق الدفاعي بشكل حاد، بعد الحرب الباردة. وأرادت فنلندا العمل بالتنسيق مع السويد، لكن رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، استبعدت مؤخرًا طلب السويد للانضمام إلى الناتو، قائلة إن ذلك من شأنه أن «يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة». وعلق الرئيس الفنلندي على تصريحات المسؤولة السويدية، قائلًا: «أود فقط أن أقول إنه يتعين علينا أن ندرس عن كثب جميع العناصر التي يتعين علينا أخذها في الاعتبار». ورأى بأن «خطر التصعيد في أوروبا مختلف عن النقاش حول الحلول الأمنية»، متابعًا: «إذا كان هناك تصعيد فسيكون له تأثير كبير على الجميع، لهذا السبب أؤكد على خطر التصعيد، وليس ربط ذلك بالسلوك الفنلندي أو اتخاذنا للقرار».