اعتبر الكاتب الصحفي الأمريكي، جون بودهوريتز، أمس الأربعاء، أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، هو "زعيم العالم" و"مثال للقيادة الحقيقية". وأوضح بودهوريتز -في مقال بصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، تحت عنوان "في درس لبايدن.. زيلينسكي يوضح كيف تبدو القيادة الحقيقية"- أن زيلينسكي طالب نظيره الأمريكي جو بايدن، بأن يكون "زعيم العالم" عندما تحدث أمام الكونجرس، لكن من الواضح أنه في الوقت الحالي، فإن زيلينسكي هو زعيم العالم، على الأقل عندما يتعلق الأمر بتزويدنا بمثال ممتاز لما يمكن أن تكون عليه القيادة. ووصف الكاتب زيلينسكي بأنه "يستجيب للعاطفة لكنه ليس مدفوعا بها، يتمتع بإدراك حازم لما هو صواب وما هو خطأ وما هو ضروري وما ليس هناك لزوم له". وأضاف: "قال زيلينسكي (القوة لا تعني الشجاعة أو العظمة)، وهي جملة تستحق الدراسة"، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني أكد أن دعم كييف ليس بادرة عاطفية أو تهور، لأن أوكرانيا "قوية"، ويمكنها أن تتغلب على روسيا إذا زودنا أوكرانيا بالأدوات التي ستساعدها على فرض منطقة حظر طيران. وأشار إلى أن خطاب زيلينسكي القصير والموضوعي، لن يقوي تصميم الشعب الأمريكي والغرب على دعم أوكرانيا فحسب، بل سيعمق هذا الدعم، فعلى سبيل المثال، انتقل زيلينسكي إلى ما وراء طلب "منطقة حظر طيران"، التي يعتقد بايدن أنها "استفزازية للغاية"، قائلا: "هل أطلب الكثير؟"، ثم أجاب: "إذا كان هذا كثير جدا، فنحن نقدم بديلا". وأوضح أن البديل كان "نظام دفاع جوي سوفيتي روسي يسمى S-300"، الذي كان يجب أن يتم نقله إلى أوكرانيا من بولندا -العضو فى حلف شمال الأطلسي "الناتو"- مشيرا إلى أن دور الغرب سيكون استبدال هذا النظام في بولندا بنظام أمريكي أحدث. وقال إن "زيلينسكي، لم يضغط لفتح باب مغلق من الأساس، لكنه فتح بابا جانبيا لنوع جديد يزيد من قدرة المقاومة ضد الهجوم الروسي"، مشيرا إلى أن ذلك يظهر قدرة زيلينسكي على الارتجال والتفكير بشكل خلاق حول كيفية مواصلة القتال، الذي يعتقد هو وعدد متزايد من خبراء الحرب الغربيين أنه يمكن الفوز به على أرض الواقع. وتابع: "سيضع خطاب الرئيس الأوكراني أيضا ضغطا على النخب الأمريكية، ليس فقط في إدارة بايدن، لكن في الكونجرس وفئات حتى لا تبدأ في التذبذب". وأكمل: "في الوقت الحالي، الاتجاه العاطفي للبلد يصب كله نحو أوكرانيا، لكن على الرغم من الفكرة العامة القائلة إن الرأي العام الأمريكي متقلب وسيفقد الاهتمام أو التركيز، فإن التهديد الأخطر لأوكرانيا يأتي من النخب وافتقارهم الجماعي إلى العمود الفقري للسياسة". وأكد في ختام المقال، أنه "إذا كان الشعب الأوكراني مستعدا لتحمل العواقب الوخيمة للبقاء بعيدا عن روسيا، فيمكننا على الأقل الوقوف معهم، ومنحهم الدعم الذي نستطيع تقديمه".