"يصور صديق الرئيس الروسي نفسه على أنه موسيقي متواضع، لكن وثائق مسربة تكشف عن دوره في ثروة مالية سرية"، وفق صحيفة الجارديان البريطانية. يقف سيرجي رولدوجين على نفس المسافة التي يقف عليها أركادي روتبرج بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، كلاهما من الدائرة المقربة للقيصر الروسي، ويديران مشاريع وثروة سرية ترتبط بشخص الرئيس، لكن سيرجي يبدو أنه امتلك شيئاً مختلفاً: صديق العائلة والأب الروحي لابنة بوتين. أفضل صديق لبوتين رولدوجين ليس صديق الرئيس الروسي فقط، فهذا وضع يتمتع به كثيرون على غرار أركادي روتنبرج، لكنه يصوّر على أنه شخص نافذ إلى الحياة الشخصية لبوتين. تظهر إحدى الصورة مدى حميمية العلاقة بين بوتين ورولدوجين، عندما احتفل بوتين بميلاد ابنته ماريا، كان سيرجي يشاركه الاحتفال: "ذهبنا إلى هناك وبقينا معًا بالطبع احتفلنا بميلاد ماريا.. رقصنا بشدة في المساء." يقول سيرجي عن الاحتفال. رولدوجين هو الصديق الوحيد لبوتين الذي لا يناديه علنًا بالاسم فحسب، ولكن أيضًا باستخدام ألقاب غير رسمية. "فولوديا" اللقب الذي ينادي به بوتين صديقه سيرجي، حسب أوراق بنما فهو "أفضل صديق لبوتين". تشير صحيفة فيدوموستي في موسكو إلى أن رولدوجين وبوتين "قاتلوا جنبًا إلى جنب في معارك في الشوارع وقادوا السيارات في جميع أنحاء المدينة. معًا، أحضروا ابنة بوتين ماريا إلى المنزل من المستشفى بعد الولادة، وكان رولدوجين هو الأب الروحي لها". لا ينسى صديقه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تمتع بوتين بصعود مذهل، تدرج في المناصب الحكومية حتى صار رئيساً لروسيا في عام 2000، في هذه الأثناء، لم ينس بوتين صديقه القديم إذ ترقى سيرجي عازف التشيلو المحترف، ليصبح عازفًا منفردًا رئيسيًا في مسرح مارينسكي وعميد المعهد الموسيقي في سانت بطرسبرج. على عكس أصدقاء بوتين الآخرين، الذين انضم الكثير منهم إلى قائمة فوربس لأغنى الروس خلال فترة حكم، ظلت ثروة رولدوجين غير معروفة حتى كشفت أوراق بنما أن سيرجي حصل على عشرات الملايين من الروبلات يوميًا من الصفقات التي يقول الخبراء إنها وهمية، وغالبًا ما تستخدم أسهم الشركات الروسية المملوكة للدولة لهذا الغرض. ثم استثمروا هذه الأموال في أصول استراتيجية في البلاد ومشاريع "ترفيهية" شخصية مرتبطة بأقارب بوتين وأصدقائه. تظهر أوراق بنما ما لا يقل عن خمسة كيانات خارجية مملوكة سرا في ملفات مسربة مرتبطة برولدوجين، تمتلك تلك الشركات أسماء لا معنى لها إلى حد كبير لكن اتصال واحد يجمعهم جميعًا معًا. فبحسب أوراق بنما، جميع الشركات مرتبطة بشركة تتصل بمحامين سويسريين، وهم بدورهم يعملون لصالح مؤسسة واحدة: بنك روسيا، وهو ليس بنكًا عاديًا، إذ يوصف بأنه بنك أصدقاء بوتين. مؤخرًا طالت عقوبات الاتحاد الأوروبي سيرجي رولدوجين، رداً على الغزو الروسي الأوكراني، ويقول نص البيان الذي أصدره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 28 فبراير الماضي إن "السيد رولدوجين رجل أعمال له علاقات وثيقة مع فلاديمير بوتين . إنه جزء من المخطط المالي لشبكة بوتين. يمتلك ما لا يقل عن 5 كيانات خارجية ويحتفظ بأصوله في بنك روسيا".