كان عام 1980 واحداً من أحلك الأعوام على الأوليغارشي الروسي رجل الأعمال عليشار عثمانوف، حكم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة الاحتيال والتحريض على الرشاوى، لكن بحلول عام 1986 خرج الرجل ذو الأصول الأوزبكية من السجن. كان عليشار من أبناء النخبة في أوزبكستان، والده هو المدعي العام في طشقند، وكان يعمل أليشر كمساعد أول للجنة المركزية لكومسومول في أوزبكستان، لذا كان يعتقد الملياردير وصديق بوتين المستقبلي أنه كان ضحية للقمع السياسي في أوزبكستان السوفيتية، وزُج به في السجن بسبب الصراعات العشائرية. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي برز عثمانوف مديرًا للعديد من الشركات والمؤسسات المالية، وبحلول أواخر التسعينيات كان المدير العام للذراع الاستثماري لشركة الطاقة المملوكة للدولة الروسية غازبروم، والتي أدارها لأكثر من عقد من الزمان. بحلول عام 2000 وهو العام الذي صعد في الرئيس فلاديمير بوتين على رأس السلطة في روسيا "كان عثمانوف يقوم بالفعل بأعمال تجارية في موسكو بقوة وعزيمة"، وفقاً لفوربس. ولعبت الرياضة دورًا بارزًا في حياة عثمانوف، حيث كان بطلاً للمبارزة بالسيف، حتى أن التقى بزوجته المستقبلية في صالة رياضية في طشقند إيرينا فينرا وهي أكبر مدربة للجمباز الإيقاعي في روسيا والمقربة من الرئيس بوتين. على صعيد أخر، امتلك عثمانوف "وثيق الصلة بالكرملين" حسب وصف الاتحاد الأوروبي له، نفوذا رياضيا في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث امتلك ما نسبته 30% من نادي آرسنال؛ إذ كان ثان أكبر مساهما للنادي اللندني، لكن بحلول 2018 تقلص نفوذه الرياضي رويدا رويدا، وباع حصته من النادي لصالح الملياردير الأمريكي ستان كرونكي. ونفذ الرجل تهديده السابق لشريكه الأمريكي كرونكي الذي اشترى حصة عثمانوف لاحقاً "إذا لم يتم ضخ استثمارات جديدة في آرسنال سأوجه استثماراتي إلى نادي آخر وهو إيفرتون الإنجليزي". وأسس عثمانوف شركة "يو إس إم القابضة" وهي مجموعة استثمارية تمتلك موردي الحديد والصلب والنحاس وشركة "ميجافون" للاتصالات، ورعت الشركة التي يمتلك فيها عثمانوف حصة 49%، ملعب إيفرتون التدريبي ولديها خيار حقوق تسمية ملعب إيفرتون الجديد، المقرر افتتاحه في عام 2024. وفي أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا، تنحى الشريك التجاري لعثمانوف، فرهاد موشيري - المالك والمستثمر الرئيسي في شركة إيفرتون - عن منصبه كرئيس لشركة "يو إس إم "وأعلن أنه قطع جميع العلاقات التجارية مع روسيا. وعلق إيفرتون قائلاً: "إن النادي أصيب بالصدمة والحزن بسبب الأحداث المروعة في أوكرانيا". وتبلغ ثروة عثمانوف الصافية حوالي 18.4 مليار دولار، ويمتلك قصرًا بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني في سار، ومنزل بقيمة 48 مليون جنيه إسترليني في لندن، وفيلا في سردينيا ويمتلك أيضا "ديلبار" أكبر يخت فاخر في العالم من حيث الحمولة الإجمالية، والمسمى على اسم والدته. رغم نفيه لذلك، ظلت الاتهامات تلاحق الملياردير الروسي، بعد ظهور اسمه في أوراق بنما كمساهم في العديد من الشركات الخارجية المرتبطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودائرته المقربة. وقال عنه الاتحاد الأوروبي في سياق قرار تجميد أصوله "إنه من القلة الحاكمة الموالية للكرملين وله علاقات وثيقة بشكل خاص مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".