تسببت السيول في تأجيل الاحتفال بعيد العلم ليوم واحد لانشغال الرئيس حسنى مبارك بمتابعة جهود إنقاذ المواطنين المنكوبين، وفقا لما أعلنه وزير التعليم العالى هانى هلال. ورفض رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف، إعلان المناطق، التى تضررت من السيول «مناطق منكوبة». وقال فى تصريحات، على هامش المؤتمر الصحفى الذى عقده مع رئيس وزراء جورجيا ظهر امس، إن الأمور لم تصل إلى هذا الحد وتعهد بتعويض جميع المتضررين سواء أصحاب المساكن، التى تهدمت أو أسر المتوفين والمصابين. وقال رئيس مجلس الوزراء إنه سيقوم بزيارة اليوم الأربعاء إلى العريش لتفقد الأوضاع والجهود، التى اتخذتها جميع الأجهزة لاحتواء أزمة السيول، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك سيزور أسوان خلال ساعات. وأعلن نظيف أن الحكومة قررت تسكين المضارين فى مساكن جديدة وحديثة بعيدة عن مخرات السيول، مشيرا إلى أنه «تبين أن معظم المساكن، التى تضررت مبنية من الطوب والطين وتقع فى مخرات السيول، وبالتالى سيتم نقل المساكن بعيدة عن ذلك». وقرر وزير التضامن الاجتماعى على المصيلحى صرف مساعدات عاجلة لأسر الضحايا والمتضررين من السيول فى المحافظات الحدودية، وقال إنه تتم مراجعة المخزون الاستراتيجى من السلع الأساسية فى هذه المناطق للتأكد من كفايتها. وبدأ المواطنون فى المناطق المنكوبة بالسيول فى عمليات إنقاذ فردية لأقاربهم وذويهم، الذين فقدوهم وسط توافد ضعيف لمساعدات أجهزة الدولة إلى المنكوبين. ولم تصدر إحصائية رسمية عن عدد القتلى وإن تحدثت مصادر عن مقتل 20 شخصا، وفقد العشرات بسبب السيول، التى تواصلت فى بعض المناطق أمس. وتسبب تدمير معظم الطرق المؤدية إلى سيناء فى تأخر المساعدات الحكومية. وقال مصدر رفيع المستوى توجه من القاهرة إلى شمال سيناء: «الوضع خطير وكارثى وأكبر مما كنا نتصور». وأغرقت السيول مناطق عزبة السادات وحى الواحة ومنطقة الشاليهات فى أبوصقل بشمال سيناء وهب الأهالى من نومهم مذعورين على نداءات المساجد فجر الثلاثاء بإخلاء البيوت. كما حاصرت المياه مستشفى العريش، وقال سامى أنور مدير المستشفى إن هناك صعوبات بالفعل فى قدرة المواطنين للوصول للمستشفى نتيجة المياه التى تحاصرها. وقال محمد عثمان أحد الصيادين فى حى أبوصقل «ننقذ ما يمكن إنقاذه بمراكبنا الصغيرة التى تبحر فى شوارع الحى». وانتقد مواطنون فى أسوان مطالبة أجهزة الحكومة لهم ببطاقتهم الشخصية كى يحصلوا على المساعدات وأشاروا إلى انهم فقدوها فى منازلهم المنهارة. وفى أسوان ظهرت مشاهد التضامن بين المتضررين، من بينها استضافة أسرة «الملقى» القبطية بمنطقة الشيخ على ل 6 أسر مسلمة.