"في الحقيقة لم أتوقع هذا الصدى قط. لا يمكنني أن أقدم تفسيرًا، بل تكهنات، فنجاح أي «هاشتاج» يرتبط بعدة عوامل غير محسوسة؛ أولها الحظ مثلًا وثانيها التوقيت".. هكذا أجاب المترجم محمد الفولي، صاحب هاشتاج "أغلفة موازية" عند سؤاله عن مدى توقعه لنجاح الهاشتاج وكيف يفسر ذلك النجاح. وأضاف الفولي، لا"لشروق"، اليوم الخميس، «أظن أن أكثر ما لفت انتباه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مسألة خروج «تريند» من قلب الوسط الثقافي، وهي مسألة غير معتادة وغريبة، وأنه مع اطلاع المستخدمين على المواد الفكاهية الموجودة قالوا: "إيه ده؟ الناس دي طلعت بتعرف تهرج، يلا نهرج معاهم!". هكذا، تمخض الموضوع عن أشكال جديدة مرتبطة وغير مرتبطة بالفكرة الأصلية فتزايدت سرعة انتشاره. "أغلفة موازية" هي "كوفيد فبراير 22"، وأعراضها غير مؤذية». بالنسبة إلى استمرارية ال"هاشتاج"، أوضح الفولي، قائلا: "فلا أعرف حقًا. أظن أنه ربما قد يستمر ثلاثة أو أربعة أيام أخرى. ربما يستمر أسبوعًا على أقصى تقدير، إلا إن حدث أمر ما خطف الأضواء منه. من متابعتي أرى أن المشاركات في تزايد مستمر، لكن لا بد أن يأتي وقت ويتراجع حضوره إلى أن يختفي. إنها مسألة طبيعية وأتفهمها تمامًا، لكن أتمنى فقط أن يبقى الأثر والضحكة". وعن مسألة تأثير الهاشتاج على تصميم الأغلفة في الفترة المقبلة، أضاف الفولي، "أننا سنكون أمام أمرين. أولًا، ربما تلجأ بعض الدور الشبابية فعلًا إلى أغلفة فكاهية مع إصداراتها الخفيفة. ثانيًا، بالنسبة إلى دور النشر "الثقيلة" لن يتعلق الأمر بوجود عنصر فكاهي على الغلاف، لكن ربما سيكون لديهم تخوف من ظهور "غلاف مواز" حقيقي أو ساخر أفضل، ولهذا قد نرى اعتناء أكبر بربط الغلاف بروح وفكرة العمل، كي يشعر القارئ فعلا بوجود رابط حقيقي بين الأمرين". "ال"هاشتاج" أكد على وجود ثقافة الكتب في الشارع المصري.. لدينا هذه الثقافة فعلا" بهذه الكلمات اختتم الفولي حديثه، مضيفا "يقرأ الكثير من المصريين. نحن شعب يتخطى تعداده المائة مليون، ومن الطبيعي أن تختلف ذائقة هذا الشخص عن الآخر، ولهذا وجدنا "أغلفة موازية" لأعمال سمع بها هذا الطرف ولم يسمع بها ذلك الطرف الآخر والعكس صحيح. لدينا إقبال على الكتب، ولكنه إقبال متنوع بتنوع الأذواق والأنماط، والقدرة الشرائية أيضًا". محمد الفولي؛ مترجم عن الإسبانية وكاتب؛ ترجم 20 كتابًا عن الإسبانية. صدر منها 16 حتى الآن. ترشح لجائزة ساويرس في القصة القصيرة، فرع شباب الأدباء مرتين. مهتم بالترجمة والأدب والسينما.