«المجلس القومى لحقوق الإنسان مدرك أن الفتنة الطائفية أصبحت تطل برأسها أكثر من ذى قبل»، بهذه الكلمات أعرب الدكتور أحمد كمال أبو المجد، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، عن تخوفه من استمرار أحداث العنف الطائفى التى تتزايد وتيرتها فى مصر، وكان آخرها حادث نجع حمادى الذى وقع أمس الأول، فى الوقت الذى كان الأقباط الأرثوذكس يحتفلون فيه بعيد الميلاد المجيد. كما أبدى أبو المجد خلال اتصال هاتفى مع «الشروق» تخوفه من استخدام الاستقطاب الدينى فى ظل هذا المناخ فى تفكيك المجتمع المصرى وانصرافه عن قضاياه، على حد تعبيره. وأكد أن هذه الأحداث تستوجب إجراءات عملية من الدولة ومسئولية النخبة المثقفة ورجال الدين على الجانبين، والبدء فى تنفيذ إجراءات محددة وعدم الاكتفاء بالشعارات. وأشار إلى مشروعات القوانين التى تقدم بها المجلس القومى لحقوق الإنسان وقال: «المجلس تقدم بأكثر من مشروع قانون يهدف إلى التعامل مع هذه الموجة الكارثية قبل أن تبدأ ورفعنا راية الخطر والتنبيه لضرورة التحرك بخطى أكبر سرعة وأشد فاعلية». واتفق أبو المجد مع الآراء التى تنتقد عدم الاستعداد لمثل هذا الحادث خصوصا أنه يأتى فى وقت لاتزال تخيم فيه أجواء حادث فرشوط على المحافظة. وقال: «لكنه ليس حادث فرشوط وحده وإنما سجل طويل ومؤسف يتسع يوما بعد يوم». فيما وصف منير مجاهد، منسق جماعة مصريين ضد التمييز الدينى، الحادث بالإجرامى المنحط، وقال: «أعتقد أن المشجع على هذا النوع من الأعمال أن الدولة لا تضرب بيد من حديد على الناس التى ترتكب أحداثا مشابهة فى فرشوط والكشح وتلجأ للجلسات العرفية والالتفاف حول القانون». وأضاف: «المطلوب من الدولة تأدية وظائفها وحماية المواطنين وإعمال سيادة القانون». واعتبر مجاهد أن الفقر والجهل هى أحد العوامل الأساسية التى تؤدى لانتشار العنف الطائفى، وقال: «يوجد ارتباط بين ضعف معدلات التنمية والفقر والجهل والعنف الطائفى الذى يحدث فى أفقر المحافظات». من جانبه أكد حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن المبادرة تعمل فى الأيام المقبلة على متابعة سير التحقيقات، وقال: «مطلبنا أن تمتد التحقيقات ليس لملابسات الاعتداء فقط ولكن الظروف المؤدية إليه ومسئوليات القيادات المحلية الأمنية عن عدم منع الاعتداء خصوصا أن بيان الداخلية رجح وجود علاقة بين الاعتداء وحادث فرشوط»، وتابع: «على الأقل كان لابد من الاستعداد الأمنى فى نجع حمادى للتعامل مع أى اعتداءات». وأعرب بهجت عن قلقه من التعامل مع الحادث باعتباره عملا فرديا وقال: «ما نخشاه أن تتعامل الحكومة مع الحادث على أنه حادث فردى أو حادث ثأر للاعتداء على الطفلة المسلمة وتعزله عن تزايد العنف الطائفى ورقعته الجغرافية والفشل فى التصدى له».