يعقد المجلس القومى لحقوق الإنسان اجتماعاً، الثلاثاء المقبل، برئاسة الدكتور بطرس غالى، رئيس المجلس، لبحث تداعيات أحداث الفتنة الطائفية التى شهدتها مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، ومناقشة التقرير الأولى لبعثة تقصى الحقائق التى أرسلها المجلس إلى نجع حمادى، تمهيداً لإصدار توصيات بهذا الصدد. وقال السفير مخلص قطب، الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الإنسان، ل«المصرى اليوم» إن المجلس أرسل بعثتى تقصى حقائق للوقوف على أسباب وتداعيات الأحداث الأخيرة التى شهدتها مدينة نجع حمادى، إحداهما من مكتب الشكاوى المتنقلة، والأخرى ضمت عدداً من أعضاء المجلس، هم: الدكتور فؤاد رياض والدكتورة جورجيت قلينى والمستشارة سامية المتيم، للقاء المسؤولين والقيادات الدينية والكنسية بالمحافظة. وفى سياق متصل، أدانت منظمات حقوقية مصرية الأحداث الأخيرة التى شهدتها مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا والتى تسببت فى مقتل 7 مواطنين وإصابة 9 آخرين. وأعلن الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان أنه سيتقدم، خلال أيام، بمذكرة بالممارسات التى تنتهك حقوق الأقباط فى مصر لهيئة الأممالمتحدة والمفوضين الأوروبيين بالقاهرة. وأكد الاتحاد فى بيان له، أن المذكرة ستطالب بتقديم كل من محافظ قنا ومدير أمن قنا إلى المحاكمة الجنائية الدولية، وإرسال المجلس الدولى لحقوق الإنسان لجنة تقصى حقائق لرصد «الانتهاكات التى يتعرض لها أقباط مصر». ورفض الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، فى تصريحات صحفية، أمس، ما أسماه «عبارات المجاملة من شيخ الأزهر والبابا شنودة الثالث»، ودعاهما لمطالبة الحكومة صراحة بحماية وكفالة حقوق المواطنين. وقال جبرائيل إن الاتحاد لجأ إلى المحافل الدولية لأن «جميع الأبواب فى مصر قد أوصدت»، والتسويف فى حل مشاكل الأقباط هو نوع من إطالة الأمد غير المقبول دوليا، طبقا لاتفاقتى العهد الدولى للحقوق السياسية والمدنية. وأعلن جبرائيل أنه سيعرض فى المؤتمر الصحفى الذى تعقده منظمته، الأحد المقبل، صوراً لما وصفه ب«الاضطهاد الذى يتعرض له الأقباط، ودور الحكومة المتقاعس عن حماية مواطنيها»، مشيرا إلى أن رئيس منظمة الصداقة المصرية الأمريكية لحقوق الإنسان، الدكتور إيهاب عزيز، سيصل إلى القاهرة خصيصاً لحضور هذا المؤتمر، فضلا عن مشاركة أكثر من 15 منظمة قبطية فى الخارج. بينما ندد مركز الكلمة لحقوق الإنسان ب«الهجوم الإرهابى الذى وقع على الأقباط العزل فى مدينة نجع حمادى بصعيد مصر أثناء خروجهم من قداس عيد الميلاد»، وانتقد المركز، فى بيان له، عدم اتخاذ الأجهزة الأمنية إجراءات لحماية المصلين رغم إبلاغها من قبل الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، بتوقع الهجوم وتلقيه تهديدات قبل الحادث بأكثر من أسبوع. من جهته، قال مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية، إن الفتنة أطلت برأسها عندما غابت التنمية الحقيقية عن الصعيد، وأنه كلما «عربد سرطان الإهمال فى ربوع الوطن تراجعت فرص تحقيق السلام المجتمعى». واعتبر المركز، فى بيان له أمس، الأحداث الأخيرة صرخة جديدة من هذه المناطق المحرومة تنمويا، والتى أسقطتها حكومات مصر المتعاقبة من حساباتها، ومؤشرا إضافياً على توحش غول التطرف والفتنة الطائفية ورفض الآخر، منتقداً اكتفاء الحكومة بالجلسات العرفية وتبادل الرموز الدينية الزيارات والقبلات أمام شاشات التليفزيون.