علي مدار ما يقرب من أربع ساعات متصلة.. ناقش المجلس القومي لحقوق الانسان برئاسة د. بطرس غالي تقارير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث نجع حمادي في اجتماعه الدوري امس الاول، وعرضت النائبة د.جورجيت قليني تقرير بعثة الأعضاء التي أرسلها المجلس في حين عرض محمد فايق مدير ادارة الشكاوي تقريرا آخر لبعثة المحامين والباحثين حول الحادث. المفاجأة أن المجلس اضطر لعدم توزيع التقريرين علي الأعضاء لتحفظ الأعضاء علي لغة جورجيت قليني الحادة ضد محافظ قنا اللواء مجدي أيوب والتي كتبت بها التقرير، وطالبوا باعادة صياغة التقرير مرة اخري بطريقة بناءة، فضلاً عن ضم تقرير الاعضاء مع تقرير الباحثين في تقرير موحد ونهائي يصدر عن المجلس. ورغم ذلك واصلت جورجيت قليني تصعيدها ضد محافظ قنا بعد أن حملته المسئولية في اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب قبل يومين، وقالت في اجتماع المجلس ان اهالي نجع حمادي لا يكنون للمحافظ أي محبة واتهمته بالتخاذل في الحفاظ علي الأمن هناك، ورغم تدخل بعض الأعضاء مثل د. أحمد كمال أبو المجد لتهدئة النائبة ضد المحافظ الا انها أصرت علي هجومها ضده. وشدد د. كمال أبوالمجد نائب رئيس المجلس علي ضرورة تناول ظاهرة التوتر الطائفي في اطار من الشفافية بعيداً عن المبالغات التي تصب في خانة التصعيد مع الحرص علي محاولات التهدئة بين الأطراف المعنية قائلاً: ان الامر لم يعد مقتصرا علي فئة أو مكان بعينه بل وصل للقواعد الشعبية في كثير من المدن.. ولفت أبو المجد الي ضرورة الحفاظ علي تجربة أن يكون لدينا محافظ قبطي. بينما حذر د. مصطفي الفقي عضو المجلس ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب من خطورة هذه الأحداث علي صورة مصر الخارجية قائلاً إذا كنا نحكم بالإعدام علي مغتصبي الانثي ومهربي المخدرات فان مرتكبي العنف الطائفي لا يقل جرماً عنهما.. في حين أن د. ليلي تكلا عضو المجلس حددت مطالبتها بدراسة التوصيات الصادرة عن لجنة العطيفي التي اعدت منذ 05 عاماً.وحصلت روزاليوسف علي تفاصيل التقرير المبدئي للجان تقصي الحقائق في المجلس التي رصدت تحركات تلك اللجان ولقاءها المحافظ ورؤيته للحادث الذي راح ضحيته سبعة مصريين بينهم مسلم وستة مسيحيين. تقرير تقصي الحقائق اشار ايضا لزيارة مطرانية نجع حمادي ومقابلة الأنبا كيرلس أسقف المدينة الذي لم يوجه اي اتهام بالقصور لأحد الاطراف بعينها ولكنه كان في حيرة من الحادث - علي حد ما ورد بالتقرير - خاصة انه قال ان الاقباط والمسلمين بنجع حمادي كانت تربطهم علاقات المحبة والتسامح، ثم صرح بأقوال مختلفة لوسائل الاعلام. وأوصي التقرير بضرورة اصدار التشريعات التي تجرم العنف الطائفي وتجديد الخطاب الديني لتكريس مبدأ التسامح والمواطنة مع العمل علي تنقية المناهج التعليمية من النصوص التي تحفز علي الكراهية واشاعة الفتن بين الطلاب الاقباط والمسلمين وكذلك عمل الدراسات الاقتصادية اللازمة والمتعمقة لبحث آثار وقوع مثل هذه الحوادث علي التنمية الاقتصادية المحلية وايضا الدراسات الاجتماعية والدروس العامة لتوعية المواطنين بقيم دينهم التي تدعو للمحبة والإخاء. وأوصي التقرير بضرورة اصدار التشريعات التي تجرم العنف الطائفي وتجديد الخطاب الديني لتكريس مبدأ التسامح والمواطنة مع العمل علي تنقية المناهج التعليمية من النصوص التي تحفز علي الكراهية، كما جدد تقرير المجلس المطالبات بسرعة اصدار قانون دور العبادة الموحد والنظر في اقتراحه بشأن اصدار قانون لبند التمييز مع تدعيم مشاركة المواطنين في الحياة السياسية بايجابية.