تحل علينا اليوم الخميس، ذكرى ميلاد الكاتب والمؤرخ الكبير صلاح عيسى، الذي ولد في مثل هذا اليوم 14 أكتوبر من عام 1939، في قرية "بشلا" بمحافظة الدقهلية، وحصل على بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية عام 1961، ورأس لمدة 5 سنوات عددًا من الوحدات الاجتماعية بالريف المصري. *«بدايات مبشرة» بدأ مسيرته الأدبية كاتبًا للقصة القصيرة، ثم اتجه للكتابة في التاريخ والفكر السياسي والاجتماعي، وتفرغ للعمل بالصحافة منذ عام 1972 في جريدة الجمهورية. أسس وشارك في تأسيس وإدارة تحرير عددًا من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والأهالي واليسار والصحفيون، وترأس في وقت لاحق تحرير جريدة "القاهرة" الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية، والتي حولها وزير الثقافة حينها فاروق حسني، من مجلة دورية إلى صحيفة ثقافية أسبوعية. كما كان صلاح عيسى وكيلا لنقابة الصحفيين، وعضوا بمجلس إدارتها في التسعينيات من القرن العشرين، وشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة. *«مسيرة مشرفة» أصدر صلاح عيسى أول كتبه بعنوان "الثورة العرابية" عام 1979 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقد جاء الكتاب في 612 صفحة، واعتمد عيسى في كتابته على مذكرات قادة الثورة العرابية وعدد من الوثائق التاريخية المصرية والإنجليزية والفرنسية. كما استعرض صلاح عيسى في كتابه "شخصيات لها العجب"، (الصادر عن دار نهضة مصر سنة 2010)، و50 شخصية من النخب السياسية والثقافية والفنية المصرية التي لعبت دورًا ملحوظا في الحياة العامة المصرية خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وفي كتابه "رجال ريا وسكينة"، استطاع صلاح عيسى أن يسرد وقائع قضية "ريا وسكينة" بشكل صحفي دقيق من خلال التطلع والبحث في الدفاتر القديمة، وتناول الحدث بواقعية ودون إضافة الطابع الكوميدي أو التراجيدي، أو الدرامي، كما تم في أعمال أخرى غطت القضية. على الرغم من أن صلاح عيسى معروف بميوله اليسارية، لكنه وفقًا لعلي أبو الخير، كان كاتبًا وصحافيًا وأديبًا ومؤرّخًا منفتحًا على كل التيارات الفكرية الليبرالية والإسلامية. واتضح هذا الانفتاح أثناء عمله كرئيس تحرير جريدة "القاهرة" الأسبوعية، فقد فتح الباب لكل الاتجاهات لعرض أفكارها، كتب فيها يساريون وليبراليون وكتّاب من الإسلاميين من جماعات الإخوان المسلمين ومن الشيوعيين ومن كتّاب الشيعة أيضا. وتعد من أبرز الأزمات التي واجها عيسى في مشواره، عندما تم اعتقاله وكانت أول مرة بسبب آرائه السياسية عام 1966م، ثم تكرر اعتقاله أو القبض عليه، أو التحقيق معه أو محاكمته في عدة سنوات ما بين 1968 و1981، وفصل من عمله الصحفي المصري والعربي. *«الرحيل المؤلم» رحل صلاح عيسى عن عالمنا في 25 ديسمبر 2017، وقد نعت مؤسسات الدولة صلاح عيسى، إذ أشار كل من المجلس الأعلى للإعلام، وهيئة الاستعلامات، والهيئة الوطنية للصحافة، ونقابة الصحافيين، إلى إسهاماته الوطنية التي أثرت في الحياة السياسية، حيث كان نقابيًا مدافعًا عن حرية الصحافة. *«عاش هنا» في أواخر عام 2019، أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري اسم صلاح عيسى في مشروع "عاش هنا"، تخليدًا لأسماء المبدعين عبر الأجيال، حيث وضع الجهاز لافتة تحمل اسم صلاح عيسى وعنوانه الذي يقع في 90 شارع عرابى بالمهندسين.