أنهى المئات من أعضاء حركة «مسيرة الحرية لغزة»، مظاهرتهم فى ميدان التحرير مساء أمس، بعد أن ظلوا لأكثر من 8 ساعات محاصرين من قبل أفراد الأمن المركزى. ونفى مصدر بالسفارة الفرنسية وفاة أحد الفرنسيين المشاركين فى المظاهرة أثناء الصدامات التى حدثت بين الأمن والمتظاهرين. وقال ل«الشروق» لم يصل إلينا بيان رسمى من الخارجية المصرية يفيد بذلك، كما أن الفرنسيين المتواجدين أمام السفارة لم يبلغونا بذلك». وكان من المقرر أن يحتفل أعضاء المسيرة، والجريدة ماثلة للطبع، برأس السنة أمام السفارة الفرنسية. شهدت المظاهرة التى نظمها المئات من أعضاء مسيرة الحرية إلى غزة، مشادات عنيفة بين المتظاهرين والأمن، أدت إلى جرح وإصابة بعضهم، فى أثناء محاولة الأمن تفريقهم، ومنعهم من السير إلى ميدان التحرير. وتم حصار المتظاهرين منذ الصباح، وحتى مثول الجريدة للطبع عصر أمس، على أحد الأرصفة المواجهه للمتحف المصرى بميدان التحرير. كما قرر المتظاهرون الاحتفال ببداية العام الجديد داخل «مخيم المقاومة»، وهو الاسم الذى أطلقوه على المكان الذى تظاهروا فيه. وهتف المتظاهرون بكل اللغات لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، من أجل الحرية لغزة، وبأنهم جميعا فلسطينيون، وبأن الشعب المصرى معهم، كما رفعوا لافتات مكتوبا عليها «الحرية لغزة، والعدالة لغزة»، و«مصر أم الدنيا.. أليست غزة من الدنيا». وقال المتظاهرون، إن عددا من أعضاء الحملة احتجزتهم الشرطة داخل الفنادق المقيمين فيها. وأوضح ياسر حسن، مغربى، أن أفراد الأمن لاحقوهم عندما أرادوا الخروج من الفندق، وأحيانا يخرج معهم شرطى، ليتأكد من المكان الذى سيذهبون إليه. وتقول أم إيمان، هولندية من أصل فلسطينى: «أريد أن أرى بلدى، عندى 42 عاما ولم أذهب إلى فلسطين من قبل»، مضيفة أنهم جاءوا إلى هنا ليسمع العالم أصواتهم ويلفتوا أنظار العالم إليهم. ودعت ممثلة الاتحاد الأوروبى فى المسيرة إلى السير لمدة دقيقية، حدادا على أرواح الشعب الفلسطينى، وقالت: «نشعر بالفخر لأننا استطعنا أن نوحد عشرات النشطاء من 43 دولة، من أجل فك الحصار على غزة. وأضافت: «دعونا نقاطع جميعا إسرائيل، ثم هتفت: «مقاطعة.. مقاطعة.. مقاطعة». كما شهدت العريش أمس مشادات ومصادمات بين أفراد الشرطة أعضاء اللجنة الشعبية بالعريش والنشطاء الدوليين التابعين لحركة الحرية الغزة والبالغ عددهم نحو 35 فردا،حيث أحاط أفراد من الأمن يرتدون ملابس مدنية بهم فور وصولهم للشارع المؤدى إلى مقر حزب التجمع لمنعهم من دخوله. واعتدى أحد أفراد الأمن بالضرب على أحد النشطاء الفرنسيين من أصل مغربى يدعى «رشيد» على إثر محاولته الالتحام مع أعضاء اللجنة الشعبية كاسرا الطوق الأمنى. وكان نحو 35 ناشطا قد تحركوا فى مسيرة طويلة 3 كيلومترات من أحد الفنادق وحتى شارع 23 يوليو بالعريش للمشاركة فى لقاء اللجنة الشعبية بحزب التجمع، وأحاطت بهم سيارات الشرطة فى أثناء مسيرتهم التى لفتت انتباه مئات من المواطنين الذين وقفوا على الجانبين وأشار بعضهم إليهم بعلامات النصر. وتنظم اللجنة الشعبية اليوم وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة فى مسجد الرفاعى بالعريش،وقال خالد عرفات عضو اللجنة أن الوقفة ستكون أولى فعاليات الحملة الشعبية ضد الجدار الفولاذى بعدة مواقع بسيناء. وفى سياق متصل نقلت السلطات المصرية نحو 70 ناشطا من أنصار حركة الحرية لغزة من القاهرة حتى معبر رفح وقد تم إدخالهم إلى قطاع غزة فى وقت متأخر من مساء أمس الأول. ورفض عدد من الناشطين استقلال الحافلات ودخول غزة بعد أن قيل لهم أن السيدة سوزان مبارك هى من وفرتها لهم وقالت سارة، ناشطة فرنسية من أصل تونسى: «لقد طلبنا من المسئولين المصريين عدم التدخل فى رحلتنا» ومنعت وزارة الخارجية المصرية 1300 ناشط آخرين، كإجراء أمنى باعتبارهم مشاغبين، حيث كان من المفترض أن يكونوا ضمن أعضاء القافلة، منهم أجانب من أصول عربية. ولجأ بعض الناشطين المرفوض عبورهم إلى استخدام وسائل المواصلات العادية للوصول إلى العريش، عبر كوبرى السلام، إلا أن شرطة الكوبرى كشفت هويتهم وتمت إعادتهم للقاهرة مرة أخرى، بعد التأكد من أن أسما هم غير مدرجة بكشوف الناشطين المقرر عبورهم ضمن القافلة.