قطع أسامة أبوخالد الناطق باسم المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فى دمشق ل«الشروق» بأن مفاوضات صفقة الأسرى بين حماس واسرائيل لا تزال جارية، مشيرا إلى أن وفد الحركة بقيادة محمود الزهار عاد إلى القاهرة فى طريقه من دمشق أمس الأول بعد ثلاثة أيام من المباحثات المستمرة فى سوريا. وأضاف أن الوفد سيطلع كبار المسئولين فى القاهرة على مباحثاته فى دمشق قبل عودته إلى غزة كما سيستمع من القاهرة إلى ما أسفرت عنه زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للقاهرة منتصف الأسبوع الحالى. وقالت مصادر مصرية مطلعة ل«الشروق» إن «القاهرة وجهت للزهار رسالة لوم لنقلها إلى قيادات الحركة فى دمشق إزاء تصعيدها الراهن فى غزة، والتحريض ضد مصر فيما يتعلق بالإنشاءات على الجانب المصرى من الحدود مع غزة». وعلى صعيد ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، من المنتظر أن يعرض الزهار، الذى يصفه مراقبون بأنه من الحمائم فى حماس بشأن عملية المصالحة، «ردا من حماس فى هذا الملف». وألمح أبو خالد إلى أن المباحثات جارية دون التطرق إلى تفاصيل النقطة التى وصلت إليه، إذ إن حماس لم تحسم الأمر بعد، فلم تقبل أو ترفض الصفقة حتى الآن، وأن موقفها الذى سيسلم إلى القاهرة والوسيط الألمانى، سيعاد إلى الجانب الإسرائيلى. وتفيد هذه المؤشرات بأنه لا يزال هناك المزيد من الوقت أمام الصفقة التى لم تنضج بعد، وسط تسريبات عن تراجع اسرائيلى بشأن أصحاب المحكوميات الكبيرة والشخصيات التى سيكون لها دور على الساحة السياسية والمقاومة، خاصة مروان البرغوثى وأحمد سعدات. غير أى تحركات عملية فيما يتعلق بمصير الصفقة لن تكون قبل اسبوع حين عودة الوسيط الألمانى أرنست أرولا من ألمانيا بعد انقضاء إجازات أعياد الميلاد. فيما قللت دوائر إسرائيلية من الدور الذى يمكن أن يلعبه البرغوثى على الساحة الفلسطينية المنقسمة على نفسها فى ظل فشل جهود المصالحة التى تقودها القاهرة، إضافة إلى أن حركة التحرير الوطنى الفلسطينى لم تتأثر بغياب البرغوثى. ونقلت إذاعة «صوت إسرائيل» أن جهات عربية لعبت دورا فى ارجاع اسرائيل عن موقفها السابق تجاه صفقة الأسرى، خاصة فيما يتعلق بالبرغوثى وسعدات وسبع شخصيات أخرى؛ بحجة أن إطلاق سراحهم سوف يعزز موقع حماس السياسى. إلا أن عضو المجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينية ومستشار الرئاسى بلال القاسم قال ل«الشروق» إن «أحدا لا يمكن أن يدخل على هذا الخط ولا حتى بمجرد المشاورات، وما لدينا من معلومات لا يخرج عن كون الجانبين دخلا مرحلة التصعيد المتبادل، غير أنه مع استئناف المعبوث الالمانى لن يكون مسموحا لأحد بالتدخل، ولا يمكن استشراف مستقبل الصفقة الآن سلبا أو ايجابيا».