"جارديان": مخاوف من زيادة معدلات الإصابة بالفيروس مع عودة المدارس الأسبوع المقبل أظهرت بيانات حكومية رسمية في بريطانيا، أن متوسط أعداد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" يبلغ حاليا 100 حالة يوميا، فيما حذر علماء من ارتفاع في الحالات مع عودة ملايين الطلاب إلى المدارس الأسبوع المقبل. وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أنه على الرغم من أن برنامج التطعيم جعل الوفيات أقل بكثير من مستوياتها المرتفعة في الشتاء الماضي - كان أعلى إجمالي للوفيات اليومية 1248 حالة تم الإبلاغ عنه في 23 يناير الماضى- ، إلا أن معدل الوفيات اليومية حاليا البالغ 100 حالة يمثل ارتفاعا ملحوظا عن أواخر مايو وأوائل يونيو. وأضافت الصحيفة أن أعداد الإصابات المؤكدة بدأت في الارتفاع مرة أخرى بعد الانخفاض الكبير في منتصف يوليو، حيث تم الإبلاغ عن 31914 حالة، أمس الأول، وارتفع عدد حالات العلاج في المستشفيات من 672 حالة في 31 يوليو إلى 948 حالة في 17 أغسطس الجاري. وأوضحت الصحيفة أن القلق يتزايد في ظل توقع زيادة معدلات الإصابة عند عودة الطلاب إلى المدارس والكليات في جميع أنحاء أنجلترا وأيرلندا الشمالية وويلز الأسبوع المقبل. وأشارت إلي أن الحالات ارتفعت بشكل كبير في اسكتلندا، حيث عاد معظم التلاميذ الأسبوع الماضي، وتم تسجيل زيادة من 799 حالة في 2 أغسطس الجاري إلى 3190 أمس الأول. ونوهت الصحيفة بأنه "في حين أن عودة المدارس ربما لعبت دورا في الارتفاع، فمن غير المرجح أن تكون العامل الوحيد حيث أعيد فتحها مؤخرا". واعتبر علماء أن الزيادة المحتملة في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في الخريف والشتاء، إلى جانب السلالات الجديدة من الفيروس، قد تتطلب عودة التدابير الاحترازية مثل ارتداء الكمامات. من جهته، قال البروفيسور رافي جوبتا من جامعة كامبريدج، وهو عضو في المجموعة الاستشارية لتهديدات الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة (نيرفتاج)، إنه من المحتمل أن تكون هناك فترة طويلة من ارتفاع حالات الإصابة في المستشفيات مع عودة المدارس. وأضاف جوبتا: "لا يوجد ما يمنع حدوث ذلك لأنه...لا يزال هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يصابوا بسلالة دلتا، وسيصاب بعضهم بأعراض أشد من غيرهم". وتابع: "لذلك أعتقد أن ذلك سيتزامن مع إعادة فتح المدارس". وقال البروفيسور رولاند كاو من جامعة إدنبرة، وهو عضو في المجموعة العلمية للإنفلونزا الوبائية المعنية بالنمذجة: "كما نعلم، بلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة في المستشفيات في إنجلترا في الشتاء الماضي ذروته بأكثر من 34000 حالة، والعدد الحالي أقل من 6000 حالة، لحسن الحظ نحن بعيدون جدا عن الرقم السابق". وأضاف أنه "مع ذلك، كانت الزيادات الملحوظة في الحالات في إسكتلندا في الأسبوع الماضي أكثر دراماتيكية مما كانت عليه في إنجلترا، ومن المنطقي الاعتقاد أن هذا قد يكون مرتبطا بالعودة إلى المدارس والأنشطة الأخرى التي تزيد معها الإصابات". بدورها، قالت الأمين العام المشترك لاتحاد التعليم الوطني، ماري بوستيد، إن المعلمين بحاجة إلى مزيد من الدعم من الحكومة، معتبرة أن الخطط لتكييف المدارس في إنجلترا مع أجهزة مراقبة جودة الهواء من شأنها "تشخيص المشكلة فقط". وأوضحت: "سيرغب القادة أيضا في التفكير في الاستمرار في تغطية الوجه في المدارس الثانوية، والتباعد الاجتماعي حيثما أمكن، والترتيبات الخاصة للموظفين الأكثر عرضة للإصابة". من جهته، قال رئيس رابطة قادة المدارس والكليات، جيف بارتون، إن "هذا سيعني حتما بعض الاضطراب خلال الأسبوع الأول من الفصل الدراسي الجديد".