الرياضة وألوان من الطعام وصديق مخلص.. أدواتك لهزيمة المشاعر الاكتئابية

رغم أن الاكتئاب يعد مرض العصر، إلا أنه يجب أن يرى الإنسان بوضوح العلامات والحدود الفارقة بين الاكتئاب كمرض وتلك المشاعر الرمادية التى قد تداهم الإنسان السليم الذى قد يرهقه بالفعل البحث عن لحظات سعادة خالصة فى زمن كذلك الذى تعيشه الآن، وأيام كتلك التى تعانى فيها الوحدة رغم أن العالم يضج بالأحياء.
الاكتئاب.. كمرض مثله ككل الأمراض العضوية يحتاج إلى علاج دوائى وفق ملاحظات طبيب الأمراض النفسية والعصبية. أما تلك المشاعر الاكتئابية التى لا شك فى أننا جميعا نعانيها من آن لآخر مهما بلغت حدتها وقسوتها طال زمانها أو قصر فإنها إلى زوال، إذا ما انتبهنا إليها وقررنا الخلاص منها.
أكثرنا حظا وقدرة على التخلص من تلك المشاعر الرمادية من كان له صديق مخلص يستطيع أن يفضى إليه بما يثقل قلبه فى صراحة مطلقة، فلا يبقى مما يوجعه شيئا وهو على ثقة أنه فى مأمن. الأصدقاء بالفعل نعمة من نعم الله على الإنسان وبعض من ظله على الأرض.
أن تفضى بمخاوفك وأحزانك.. بل أن تتحدث عما يقلق ضميرك ويثقل قلبك من أخطاء ارتكبتها.. أو تحكى عن عثراتك وأوجاعك إلى صديق تثق فى أمانته وحكمته.. هو أفضل دفاعاتك وأكثرها فاعلية فى مواجهة تلك المشاعر الاكتئابية التى تلتصق بروحك كالصدأ، لا يحلوها إلا شعور بالارتياح والأمان فى رفقة صديق فاحتفظ دائما بذلك الصديق الذى تختاره لك الأيام، وأعمل دائما على إتاحة مساحة له من الود الخالص والثقة فإن فى ذلك أمانا لكما معا.
يشير العلم دائما إلى علاقة إيجابية بين النشاط البدنى ومقاومة الشعور بالكآبة والإحباط، أي من أنواع الرياضة الخفيفة مثل المشي أو الجرى أو السباحة والدراجات أو التمارين الهوائية (الأيروبك) لمدة نصف ساعة يوميا لخمسة أيام فى الأسبوع. الحرص على النشاط البدنى يعيد إلى الجسم توازنه ويحفز الدورة الدموية الطرفية والصاعدة إلى المخ، ويعاون على النوم الجيد. النوم الهادئ لفترات جيدة يساعد الدماغ على أن يعمل بشكل صحيح نشط، ويشكل مسارات جديدة تساعد على تعزيز التعلم فى خلايا المخ. تساعد على تذكر المعلومات وحل المشكلات واتخاذ القرارات بل والإبداع أيضا فى مختلف المجالات.
أما إذا لزم الإنسان الأرق وصعوبات النوم فإنه غالبا ما يكون عرضة للمشاعر والعواطف المتضاربة التى تفقده القدرة والسيطرة على سلوكه الاجتماعى، ويفسح المجال أمام تلك المشاعر الاكتئابية لأن تداهمه.
قد يدهش الإنسان أن يعلم أن هناك بعضا من ألوان الطعام قد يساعد على تحسين المزاج وتدعم مقاومة تلك المشاعر الاكتئابية التى تسلب الإنسان البهجة التلقائية التى تصادفه فى أيامه.
من أنواع تلك الأطعمة:
الأسماك: تلك الغنية بالدهون الجيدة مثل أوميجا 3 التى تعمل على تهدئة الأعصاب، فلا غرابة فى أن سكان الشواطئ الساحلية كسكان شاطئ المتوسط يتمتعون بقدر من الروح البهيجة.
العسل: احتواء العسل على العديد من المواد الطبيعية التى تدعم الحالة المزاجية للإنسان مثل حمض الفوليك وفيتامين ب والمعادن الهامة مثل الحديد والمنجنيز تضعه على رأس تلك القائمة الهامة.
الشيكولاتة: احتواء الشيكولاتة على الكافيين الذى يعد مادة منشطة للجهاز العصبى يريح الإنسان كثيرا من التوتر والإحساس بالكآبة خاصة الشيكولاتة السوداء بدون نكهات أو إضافة لبن إلى جانب أثر لها يشهد به العلم فى تحفيز الذاكرة.
تناول الشيكولاتة يساعد على إفراز السيرتونين الهرمون الذى له علاقة أكيدة بالاكتئاب حينما تنحسر نسبته فى المخ.
الموز: بما يحتويه من مواد طبيعية لها أثر على الحالة المزاجية، أيضا نسبة البوتاسيوم العالية.
السبانخ: بما تحتويه من حمض الفوليك المعروف بأثره الفعال فى خفض معدل الشعور بالتوتر والقلق.
الكريز: والذى يطلق عليه شعوب أوروبا الاسبرين الطبيعى إذ إنه يجلب الشعور بالارتياح.
الطماطم: تشكل مركبات الليكوبن فى الطماطم عاملا مهما مضادا للالتهاب، الأمر الذى يمنع تكوين أى مركبات التهابية بالمخ ينجم عنها الشعور بالكآبة، كما أنها تحتوى باقة هامة من المعادن تساهم فى رفع الحالة المعنوية واعتدال الحالة المزاجية للإنسان معها، أيضا حامض الفوليك.
الجوز (عين الجمل) ما يحتويه الجوز من أحماض دهنية مفيدة تحمى شرايين الإنسان من التصلب يمكنها أيضا أن تساهم فى دعم الحالة المزاجية للإنسان. حمض ألفا لينولينك وراء تلك الخاصية التى تكتمل بأحماض الأوميجا المعروفة بفوائدها الجمة.