في 23 يوليو 1952 أطاح تنظيم الضباط الأحرار بالنظام الملكي ودفعوا بمصر إلى مسار سياسي جديد، أسس الجمهورية على أنقاض الملكية المدعومة من بريطانيا، لتظل ذكرى هذا اليوم محفورة في أذهان المصريين شعباً وقيادة. وفي الذكرى ال69 لثورة 23 يوليو تستعرض الشروق حكايات من دفتر الثورة، تروى على لسان أبطالها عن طريق مذكراتهم التي أرحت لهذا الحدث الفريد. "الآن أتكلم".. واحدة من أهم المذكرات التي تحدثت عن ثورة يوليو وملابساتها لصاحبها خالد محيي الدين عضو تنظيم الضباط الأحرار والمعروف باسم "الصاغ الأحمر" في إشارة إلى توجهاته اليسارية. كانت أحداث ثورة يوليو متوالية وكان يوم 19 يوليو 1952 يوماً فارقاً في اجتماع قيادة تنظيم الضباط الأحرار، وكانت القيادة تحسب حسابات التحرك للإطاحة بالملك على أوائل شهر أغسطس، لكن حدثت واقعتان غيرت من مجريات الأمور، كما يقول خالد محيي الدين في مذكراته. وأبرز هذه الأحداث استدعاء محمد نجيب لمقابلة الوزير محمد هاشم صهر حسين سري رئيس الوزراء العدو اللدود لتنظيم الضباط الأحرار، وخلال المقابلة عرض الوزير على اللواء محمد نجيب تعيينه وزيراً للحربية لإزالة التذمر بين الضباط تجاه الملك، وخلق حالة من الرضا بينهم، لكن نجيب لم يوافق وأعرب أنه يفضل الاستمرار في موقعه بالجيش، واستمر النقاش ليفجر الوزير مفاجأة بأن السراي لديها قائمة بأسماء 12 ضابطاً هم المسؤولون عن تحريك وقيادة الضباط الأحرار. فور سماع الخبر من اللواء محمد نجيب، دُعيت لجنة القيادة إلى اجتماع لتقرير التحرك الفوري، وعقد الاجتماع يوم 20 يوليو، وخلال الاجتماع حكى جمال عبد الناصر قصة قائمة ال12 ضابطاً، وتواتر أنباء بشأن تولي حسين سري عامر وزير الحربية، وهو ما يعني الهجوم المباشر على تنظيم الضباط الأحرار فوراً. وقرر التنظيم التحرك خلال 48 ساعة وتحددت ليلة 22 يوليو موعداً للتحرك والإطاحة بالملك، ولكن جاء عبد الناصر يوم 21 يوليو وأبلغ الضباط بالتأجيل ليلة أخرى لحشد قوات أكبر.