من حركة مباركة لثورة، هي مسميات لما حدث في التاريخ المصري الحديث، فبعدما كان عام 1955 سيشهد على التغير التاريخي، حيث معاد الثوره الأول، حل مكانه عام 1952، فأيقن تنظيم الضباط الأحرار من استحالة أن يطول فساد الملك وحاشيته أكثر من ذلك، فمن اقتحام الإنجليز للقصر الملكي عام 1942، والهزيمة في حرب فلسطين 1948، وحريق القاهرة 1952، هي عوامل استثارت وطنية ضباط الجيش، ما أدى لإزالة الغشاوة من عيون البلاد. ونرصد لكم أهم المحطات التي مر بها تنظيم الضباط الأحرار حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952. انتخابات نادي الضباط 1951 تُعد انتخابات نادي الضباط في عام 1951 من أبرز العوامل التي سرعت من قيام ثورة يوليو، فكان تنظيم الضباط الأحرار يرى استحالة قيامها قبل عام 1955، لكن بعد فوز اللواء أركان حرب محمد نجيب برئاسة نادي الضباط أحسوا بقوتهم، وكان ذلك بمثابة انتصار على الملك، والذي اراد ترشيح حسين سري عامر، رجل القصر ومن سلاح الحدود، لرئاسة النادي، لكن الجمعية العمومية رفضت ترشيحه، إلا أن في النهاية لم يقبل الملك فاروق بالنتيجة وحل مجلس إدارة النادي. مقتل ضباط الإسماعيلية وحريق القاهرة حاصرت القوات البريطانية 250 جنديًا من الشرطة في مبنى محافظة الإسماعيلية، كان ذلك في 25 يناير عام 1952، ما أسفر الحصار عن وفاة 46 جنديًا وإصابة 72، وبعدها ب24 ساعة احترقت القاهرة دون معرفة الجاني، ما أجبر قوات الجيش على النزول في الشوارع لفرض النظام فيه، وتُعتبر هاتان الحادثتان من العوامل المعجلة بقيام حركة الضباط الأحرار، لإسقاط نظام الملك. معرفة أسماء 8 ضباط من التنظيم بعد تولي حسين سري عامر رئاسة الوزراء استقبل حافظ عفيفي باشا، رئيس الديوان الملكي، ومعه مذكرة تهديد لحيدر باشا وزير الحربية بعزله إذا لم يوقف مؤامرة 12 ضابطًا على الملك، إلا أن محمد هاشم باشا، وزير الداخلية، طلب من اللواء محمد نجيب مقابلته، وهو ما حدث بالفعل، وعرض وزير الداخلية على نجيب وزارة الحربية في مقابل أن يوقف تذمر الضباط، لكن نجيب رفض، وعليه أعلن هاشم لنجيب أن جهات مسئولة من الدولة تمكنت من معرفة 8 أسماء من أصل 12 اسمًا يهدفون للإنقلاب على الملك. وبانتهاء المقابلة ذهب محمد نجيب إلى جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وقرروا الإسراع في القيام بالحركة، وتقديم موعدها من 5 أغسطس إلى 22 يوليو 1952. نجيب الهلالي رئيسًا للحكومة قدم حسين سري استقالته من رئاسة الحكومة في 20 يوليو 1952، وتولى مكانه نجيب الهلالي، وبعد التعرف على أسماء 14 ضابطًا من التنظيم، عجل ذلك بقيام الحركة، لكن تأجل قيام الحركة من يوم 22 يوليو إلى 23 يوليو، خصوصًا مع انشغال الوسط السياسي بتشكيل الحكومة الجديدة، وحلف نجيب الهلالي لليمين، وتواجد معظم السياسيين، والملك نفسه في الإسكندرية لقضاء الصيف، وعلى ذلك بدأ التحرك في صبيحة يوم 23. توسل قيادات الدولة اتصل مرتضى المراغي، وزير الداخلية، بعد منتصف الليل بمحمد نجيب، راجيًا أن يوقف عملية تحرك الضباط للسيطرة على مبنى قيادة الجيش، حتى لا يتدخل الإنجليز حسب رأيه، لكن نجيب تظاهر بعدم علمه لما يقوله الوزير وانهى المكالمة، ثم اتصل نجيب الهلالي، رئيس الوزراء، بمحمد نجيب، وطلب منه أن يوقف حركة الضباط حتى لا يتدخل الإنجليزن ونفى نجيب صلته بهم أيضًا وأنهى المكالمة. خيانة أحد الضباط ووفاة جنديين طمأن الصاغ جمال حماد اللواء محمد نجيب بنجاح عملية السيطرة على مركز قيادة الجيش، لكن حدثت مقاومة من أمن مبنى القيادة، وأدى للإستيلاء على المبنى بالقوة، ما أدى لوفاة اتنان من الجنود، وجرح اتنان آخران في القاعدة الجوية بألماظة، و رجح التنظيم سبب ذلك لخيانة أحد الضباط لهم، وإفشاء سرهم. اعتقالات قيادات الأمن اعتقلت القوات التابعة للصاغ زكريا محيي الدين قائد البوليس أحمد طلعت، ونائب وزير الداخلية عبدالمنصف محمد، وقائد القوات المدرعة حسن حشمت، والقبض على باقي القيادات في منازلهم.