كشفت دراسة أن ثلاثة مدن عالمية كبرى تمثل الأكثر إنتاجا للغازات الدفيئة في العالم، وهي: شينجاهاي وطوكيو وموسكو. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أمس الاثنين، إن الدراسة توصلت إلى أن أكثر من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم تأتي من 25 مدينة عملاقة فقط، تتصدرها شنجهاي الصينية وطوكيو اليابانية وموسكو الروسية. وسجل باحثون من جامعة "صن يات صن" في الصين، لأول مرة مستويات انبعاث غازات الاحتباس الحراري في 167 مدينة تقع في جميع أنحاء العالم، بينها 23 مدينة صينية. وأوضح الفريق أنه على الرغم من أن المدن لا تغطي سوى حوالي 2% من إجمالي مساحة سطح الأرض، إلا أنها تساهم بشكل رئيسي في أزمة المناخ. وأضافوا أن الجهود الحالية لتخفيف غازات الاحتباس الحراري في المناطق الحضرية ليست كافية لتحقيق الأهداف العالمية للحد من مدى تغير المناخ بحلول نهاية القرن، ففي عام 2015، التزمت 170 دولة باتفاقية باريس، والتي حددت هدف الحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 2.7 درجة فهرنهايت، أي 1.5 درجة مئوية. ومع ذلك، وجدت الأبحاث التي أجرتها الأممالمتحدة أنه في حال لم يتخذ العالم إجراءات أكثر صرامة ، فإن الأرض تسير على طريق زيادة 3 درجات مئوية، بحلول عام 2100. وقال مؤلف الورقة البحثية وباحث إدارة البيئة الحضرية شاوكنج تشين من جامعة صن يات صن: "في الوقت الحاضر يعيش أكثر من 50% من سكان العالم في المدن المسؤولة عن أكثر من 70% من انبعاثات غازات الدفيئة، وتتقاسم مسؤولية كبيرة في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي". ونظرا لاختلاف طرق الحصر الحالية التي تستخدمها المدن على مستوى العالم، أصبح من الصعب تقييم ومقارنة التقدم المحقق في تخفيف الانبعاثات بمرور الوقت. لذا أجرى الدكتور تشين وزملاؤه أولا قوائم جرد لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى القطاع في 167 مدينة من 53 دولة مختلفة في جميع أنحاء العالم، موضحا أنه تم اختيار كل مدينة لتمثيلها من حيث الحجم الحضري والتوزيع الإقليمي. بعد ذلك، قيموا جهود كل مدينة للحد من انبعاثات الكربون الخاصة بها، وذلك من خلال مقارنة التغييرات في مستويات الانبعاثات من عام 2012 حتى 2016، مع أهداف التخفيف من الكربون على المدى القصير والبعيد. وجد الفريق أن المدن ذات المستويات العالية من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يمكن العثور عليها في كل من البلدان المتقدمة والنامية، لكنه أشار إلى أن المدن الكبرى مثل شنغهاي وطوكيو، كانت من مطلقات الانبعاثات المهمة بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، تميل المدن في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا إلى إطلاق انبعاثات كثيرة عن غالبية المراكز الحضرية في البلدان النامية.