شهد حفل توقيع كتاب "يهود مصر في القرن العشرين" أحدث المؤلفات الفكرية للكاتب الدكتور محمد أبو الغار، والذي يقدم من خلاله تاريخ اجتماعي منصف وحقيقي عن اليهود المصريين، بحضور كثيف لنخبة من رجال الثقافة والأدب والطب والصحافة والإعلام والتاريخ والسياسة. وشارك في حضور اللقاء الذي أدره المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، ونظمته دار الشروق، اليوم السبت، كل من: المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، وأميرة أبو المجد مدير النشر والعضو المنتدب لدار الشروق، وأحمد بدير مدير عام دار الشروق، والأديب محمد المنسي قنديل الروائي الدكتور إيمان يحيى، والمؤرخ محمد عفيفي الكاتب والروائي ناصر عراق، والكاتب أسامة عرابي، وهبة حافظ مدير الفعاليات بمنصة أقرألي، والخبير التربوي الدكتور كمال مغيث، والكاتبة الصحفية سهير شفيق زوجة الكاتب ألبير أريه، والكاتب ااصحفي جمال فهمي، والكاتبة إيمان رسلان، والكاتبة الصحفية نانسي حبيب، وغيرهم. ويعتمد أبو الغار فيه على دراسات معمقة صادرة بلغات مختلفة، ولقاءات حية مع شخصيات يهودية مِصرية بارزة تقيم في جنيف وباريس وفلوريدا ومِصر، وعلى الوثائق والصحف اليهودية التي تُغطي فترات تاريخية متباينة، وعلى التاريخ الشفهي لليهود المِصريين المسجل والموثق في مراكز أبحاث متعددة، بالإضافة إلى محاضر جلسات الطائفة اليهودية منذ عام 1886 حتى عام 1961، ومؤلفات اليهود المصريين الذين هاجروا إلى فرنسا، وشغلوا مراكز مرموقة في الأوساط الثقافية الفرنسية، ونالوا جوائز قيمة. ويجيب الكتاب على عدة أسئلة منها: "لماذا نكتب عن اليهود المِصريين الآن بعد خروجهم من مِصر بستة عقود؟ وهل لارتباطهم الوثيق ببلدهم مصر نفسيًّا وتاريخيًّا ودينيًّا، أم لأن لذلك علاقة بالمواطنة بوصفها هُويَّة مشتركة ذات معنى متماثل لكل المجموعات الإثنية الوطنية؟ هل كان يهود مِصر مِصريين فعلًا؟ وإذا كانوا كذلك، فلماذا تركوا الوطن؟ وأيًّا كان مكان انتقالهم، ماذا قالوا عن مصر؟ وما شعورهم نحوها؟ وهل اختلف هذا الشعور باختلاف الفترات الزمنية اللاحقة؟ وهل يُخامرهم الآن الإحساس بالعودة إلى مصر، والعيش فيها؟"، لهذا أتى كتاب محمد أبو الغارعلميًّا وموضوعيًّا حريصًا على نقد الأفكار والمسلَّمات التي أحاطت باليهود المِصريين، وأعاقت تقديم تاريخ اجتماعي مُنصفٍ وحقيقيٍّ لمِصر ينهض على التنوُّع والتعدُّد، وقبول الآخر المختلف، مؤمنًا بأن "التاريخ ملك لنا جميعًا نعرفه ونتذكره؛ لنأخذ منه الدروس والعبر"، وأن ما يكتبه عن تاريخ يهود مصر"يُتيح مصدرًا جديدًا محايدًا لنا ولأولادنا". جدير بالذكر أن محمد أبو الغار من مواليد عام 1940 بشبين الكوم، وهو أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة، وأول من أدخل التخصيب في الأنبوب إلى مصر، وشارك في العمل السياسي والجامعي والثقافي، ويعتبر من أهم مقتنيي الفن التشكيلي المصري، صدر له العديد من المؤلفات منها: «على هامش الرحلة» عن دار الشروق، «رحلتنا مع الفن.. مقتنيات عائلة أبو الغار»، عن دار الكرمة، «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»، وهي دراسة استغرقت سنتان، صادرة عن دار الهلال لعام 2006.