دراسات: القهوة تحد من الاكتئاب لكنها غير مفيدة لمن يعانون القلق

تنتشر في دول عديدة ثقافة احتساء القهوة، ليس فقط من أجل الحصول على الطاقة، بل الرائج هو شرب القهوة صباحا بالتحديد من أجل تحسين المزاج والمساعدة على الاسترخاء، والتقليل من حدة الاكتئاب، فهل هذا صحيح علميا؟

كشفت الدراسات الحديثة أن القهوة بالفعل عاملا قويا من عوامل الوقاية من الاكتئاب، كما أنها تخفض من معدلات الانتحار، وهذا بالطبع خبر سار لكل من يشرب القهوة، هذا بحسب ما نشر في الأمريكي لايف هاك.

وجدت الأبحاث أن القهوة تحتوي على مكونات حمض الكلوروجينيك، حمض الفيروليك، وحمض الكافيين، وهي مكونات تساعد على عدم تهيج الأعصاب، والذي يلعب دورا قويا في أدمغة من يعانون من الاكتئاب.

على عكس ذلك، قد تساعد القهوة على الشعور بالقلق، حتى إذا كنت لا تعاني منه، فعندما تزيد جرعات الكافيين إلى أكثر من 400 مجم في اليوم، قد تظهر عليك الأعراض المصاحبة للقلق، مثل الأرق والعصبية وصعوبة النوم، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق بالفعل، فسوف يستغرق الأمر أكثر من ذلك لكي تشعر بأعراض قلق أكبر.

سجّل بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق تجربتهم مع احتساء القهوة، ووجدوا أنها لا تحميهم من القلق، ولكن تأثيرها السلبي ليس كبيرا جدا.

مهما وجد من أبحاث، فلن تستطيع أن تحدد كيف من الممكن أن تؤثر القهوة على المزاج العام، لأن كل جسم يستجيب للكافيين بشكل مختلف عن غيره، فيمكن أن يشرب بعض الناس الإسبريسو قبل النوم مباشرة، ولا يجدون صعوبة في النوم، ولكن بالنسبة للآخرين، يمكن أن يمثل هذا الكوب من الإسبريسو ليلة طويلة من الأرق، مما يساهم في قلة النوم، وتهيج الأعصاب، وبالتالي انخفاض الحالة المزاجية.

من ناحية أخرى، قامت منظمة الصحة العالمية في عام 2016، بشطب القهوة من ضمن لائحة الأطعمة غير الصحية التي قد تساهم في الإصابة بمرض السرطان، بل أكدت في بيان لها، أن القهوة قد تحمي من الإصابة بسرطان الرحم والكبد، وهذا أكده أيضا الصندوق العالمي لأبحاث السرطان، ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، حيث أوضحت كل هذه الهيئات أن استهلاك القهوة باعتدال، أي شرب من ثلاثة إلى خمسة أكواب قهوة فقط في اليوم، يمكن أن يحدث آثارا إيجابية على الصحة ويحمي من أشكال مختلفة من السرطان.

في النهاية، نجد أن القهوة لها بالفعل مميزات صحية كثيرة، ولكنها أيضا لها أضرار تتعلق بالقلق، فقبل أن تبدأ بتناولها، اختبر كيف يستجيب جسدك للكافيين، حتى تحصل على أكثر استفادة من هذه المادة الفريدة.