شهد شارع كمال حسن على بمساكن شيراتون فى مصر الجديدة، الأسبوع الماضى، جريمة بعد منتصف الليل أشبه بفيلم سينمائى بطلته ممرضة كانت تقود سيارة ملاكى وبجوارها شقيقتها وتحمل فوق مقدمة «كبوت» السيارة فتاة حاولت استيقافها، وحملتها فوق السيارة وسارت بها بسرعة جنونية حتى تتخلص منها وتجولت بها فى شوارع مصر الجديدة إلى أن وصلت بها إلى شارع صلاح سالم. وانطلقت سيارة النجدة وضابط قسم الشرطة الذى كان يسير مصادفة فى الطريق خلف السيارة واستوقفها الضابط بصعوبة بعد مطاردة استمرت لمدة ساعة وسط ذهول المواطنين الذين هرولوا من كل اتجاه لإنقاذ الفتاة من موت مؤكد. وأشهر الضابط سلاحه الميرى فى وجه الممرضة وأجبرها على النزول من السيارة وتم إنقاذ الفتاة وكاد المواطنون يفتكون بصاحبة السيارة وشقيقتها التى كانت تجلس بجوارها لولا ضابط الشرطة الذى اقتادها إلى قسم النزهة بمصر الجديدة وتم تحرير محضر رقم 20887 جنح النزهة بالواقعة. وقال الضابط فى المحضر إنه أثناء سيره بطريق صلاح سالم فوجئ بسيارة ملاكى تقودها سيدة وبجوارها أخرى تسير بسرعة جنونية وتحمل فوق كبوت السيارة فتاة تصرخ وتتعلق فى شباك السيارة خوفا من سقوطها أسفل العجلات وتحاول السيدة الأخرى ضرب الفتاة على يدها حتى يتم التخلص منها وأصيبت الفتاة بجروح شديدة وفى أنحاء جسدها وأنه ظل أكثر من ساعة فى مطاردتها بشوارع مصر الجديدة. وفى قسم النزهة، كانت مفاجأة تنتظر الفتاة المجنى عليها حينما دخلت إلى القسم متوقعة أن يحيلها الضابط إلى المستشفى لإعداد تقرير طبى عن حالتها وسماع أقوالها، غير أنها تحولت إلى متهمة بمحاولة قتل صاحبة السيارة وهى زوجة أبيها بسيناريو جديد أعده الملازم المسئول عن تحرير المحاضر بالقسم. وقالت مريم سليمان القماش إنها فوجئت بصاحبة السيارة تتهمها بأنها كانت فى يدها سكين أثناء قدومها إليها وحاولت قتلها وركبت فوق كبوت السيارة لتقتلها بالسكين واضطرت إلى السير بالسيارة بسرعة إلى الشوارع المحيطة بقسم الشرطة، وأن هناك خلافا بينها وبين والدها على شقة تركتها لوالدها بمنقولاتها كاملة حتى تتخلص من المشاكل العائلية بينهما. وأضافت أنها فور دخولها قسم شرطة النزهة ووالدتها وشقيقها الطالب الجامعى استقبلهم الضابط فى صالة تحرير المحاضر بالضرب والإهانة وكأنهم لصوص أو مسجلون خطر وقام بتعليق شقيقها وركله فى ظهره وبطنه وجميع أنحاء جسده. ولم يكتف بذلك بل قام بضربها هى الأخرى على وجهها وقدميها ورفض إحالتها إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبى عليها مثلما يحدث فى جميع المحاضر واحتجزها هى وشقيقها ووالدتها، وترك صاحبة السيارة تدخل قسم الشرطة وتصور الضابط وهو يضرب أفراد العائلة وتفتح عليهما باب الحجز وتوبخهما فى وجود الضابط، ولولا مأمور قسم شرطة النزهة ونائبه لكان الأمر قد تطور أكثر من ذلك حسب تأكيد الفتاة. وقررت النيابة الإفراج عن الفتاة ووالدتها وشقيقها وعند عودتها إلى قسم الشرطة مارس عليهم ضابط الشرطة ضغوطا هائلة من أجل التنازل عن المحضر وأهمل موضوع تعرض الفتاة للخطر والشروع فى قتلها عن طريق دهسها بالسيارة والسير بها لأكثر من نصف ساعة. تقدمت الفتاة ببلاغ رسمى إلى المحامى العام لنيابات شرق القاهرة للتحقيق فى الواقعة وبلاغ آخر إلى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، لحمايتها هى وشقيقها من زوجة أبيها. وكشف مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن المجنى عليهم تقدموا بشكوى إلى مفتش الداخلية بمديرية أمن القاهرة وجارٍ التحقيق فى ملابسات الموضوع واستدعاء الضابط للتحقيق معه فى الواقعة ومحرر المحضر داخل قسم شرطة النزهة.