عبد الهادي القصبي: ملف حقوق الإنسان يحظى باهتمام بالغ يتجسد في الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان    بدء مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات لإعلان نتائج جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول بجامعة بنى سويف    جامعة بني سويف ضمن أفضل 100 جامعة في التصنيف العربي لعام 2025    استقرار سعر الدولار اليوم الخميس 25/12/2025 أمام الجنيه المصرى عند 47.54 للشراء    بحضور علي جمعة ونبيلة مكرم، "الصديقية" و"أورثوميدكس" تطلقان مبادرة شاملة لتمكين "ذوي الهمم"    وزير التعليم العالي يشهد توقيع اتفاق ثلاثي مع الخارجية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي    وزير التموين: تطوير مكاتب السجل التجاري أولوية لتحسين جودة الخدمات ودعم مناخ الاستثمار    وزير الخارجية يكشف موقف مصر من مطالب بعض الدول بحقوق المثليين    الهلال الأحمر المصري يدفع ب5900 طن مساعدات إنسانية و شتوية عبر قافلة زاد العزة ال102 إلى غزة    قصف إسرائيلى على مناطق متفرقة فى غزة.. جيش الاحتلال يستهدف المخيمات فى جباليا وخانيونس.. مصر تدفع ب 5900 طن من المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء.. تل أبيب: لن نخرج من القطاع أبدا وننفذ مناطق أمنية عازلة    صحف جنوب أفريقيا: بروس يجهز مفاجأتين ل الفراعنة.. وصلاح السلاح الأخطر    البوروندي باسيفيك ندابيها حكما للقاء مصر وجنوب أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية    رجال سلة الأهلي يصلون الغردقة لمواجهة الاتحاد السكندري بكأس السوبر المصري    سقوط 4 أشخاص بتهمة التنقيب عن الآثار بروض الفرج    الإعدام شنقا لعامل قتل صديقه بسبب خلافات فى المنوفية    المؤتمر الدولي لدار علوم القاهرة يناقش قضايا الاستشراق والهوية    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    المؤتمر الدولى لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة يناقش قضايا الاستشراق والهوية    وزير الصحة يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة العامة للمستشفيات التعليمية    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    استشهاد لبنانيين بغارة إسرائيلية في البقاع    محافظ الإسماعيلية يهنئ الأقباط الكاثوليك بعيد الميلاد المجيد    منع التغطية الإعلامية في محاكمة المتهمين بواقعة وفاة السباح يوسف    إصابة عضلية تبعد حمدالله عن الشباب لأسابيع    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    مصرع 3 تجار مخدرات وضبط آخرين في مداهمة بؤر إجرامية بالإسكندرية    وزير الخارجية: سنرد بالقانون الدولي على أي ضرر من سد النهضة    قرار هام مرتقب للبنك المركزي يؤثر على تحركات السوق | تقرير    الصور الأولى لقبر أمير الشعراء أحمد شوقي بعد إعادة دفن رفاته في «مقابر تحيا مصر للخالدين»    الكيك بوكسينج يعقد دورة للمدربين والحكام والاختبارات والترقي بالمركز الأولمبي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    أحمد البطراوي: منصة "مصر العقارية" الذراع التكنولوجي لوزارة الإسكان وتستوعب مئات آلاف المستخدمين    أشرف فايق يطمئن الجمهور على حالة الفنان محيى إسماعيل: تعافى بنسبة 80%    «تغليظ عقوبات المرور».. حبس وغرامات تصل إلى 30 ألف جنيه    «مدبولي»: توجيهات من الرئيس السيسي بسرعة إنهاء المرحلة الأولى من حياة كريمة    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي ويؤكد دعم تطوير المنظومة الصحية    المندوب الأميركي لدى "الناتو": اقتربنا من التوصل لتسوية للأزمة الأوكرانية    25 ديسمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    بالفيديو.. استشاري تغذية تحذر من تناول الأطعمة الصحية في التوقيت الخاطئ    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    تواصل تصويت الجالية المصرية بالكويت في ثاني أيام جولة الإعادة بالدوائر ال19    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    بشير التابعي يكشف عن الطريقة الأنسب لمنتخب مصر أمام جنوب إفريقيا    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    الأزهر للفتوى: ادعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها خداع محرم    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    طقس الكويت اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    صفاء أبو السعود من حفل ختام حملة «مانحي الأمل»: مصر بلد حاضنة    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طالبة الفلسفة استعانت بأكثر من صديق لقتل بابا
نشر في الشروق الجديد يوم 28 - 05 - 2010

لم يكن إيهاب فؤاد الزوج الثرى الملتزم أخلاقيا ودينيا يعلم أنه سيفقد حياته وهو ينفذ رغبة زوجته فى قضاء بضعة أيام بقريته التابعة لمركز بلبيس شرقية بعيدا عن ضجيج القاهرة وزحامها.ولم يكن الوالد الميسور يعلم أن ابنته المدللة طالبة الآداب ستتحول فى لحظة إلى وحش بشرى وتستجيب لإغواء والدتها للمشاركة فى التخلص منه عقابا له على سخائه وكرمه مع الجميع.
وإليكم تفاصيل واحدة من أبشع جرائم القتل العائلية دارت فصولها على مدار ستة أشهر بين منطقة عين شمس بالقاهرة وقرية فى مركز بلبيس شرقية، أفلت خلالها المجنى عليه من ثلاث محاولات لقتله وفى الرابعة سقط مضرجا فى دمائه فيما الزوجة والابنة تنتظران فى غرفة مجاورة صعود روحه إلى بارئها ليخلو لهما الجو للاستمتاع بثروته.
استيقظ إيهاب فؤاد، 49 سنة، موظف بشركة بترول من نومه، على سكاكين يغرسها ثلاثة مجهولين فى جسده وهو ممدد تحت غطاء سريره فى غرفته. أطلق الرجل صرخات هيستيرية من شدة الطعنات الغادرة وقسوة الجناة وإصرارهم على قتله.. حاول التصدى لهم بجسده القوى ولكن طعناتهم فى الرقبة والصدر كانت غائرة وقوية أفقدته قوته البدنية. توسل إلى الجناة أن يأخذوا كل أمواله ويتركوه. صرخ أحدهم فى وجهه قائلا: نريد أن نقتلك فقط ولا نريد أى فلوس واستمروا فى طعنه بالسكاكين إلى أن فقد الوعى تماما.. وتركوه يتألم وفروا هاربين..
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. سكون الليل يسيطر على فيللا المجنى عليه، حاول إيهاب فؤاد أن يصرخ وينادى زوجته أو ابنته لنقله إلى أقرب مستشفى. تساقطت الدماء من جسد المجنى عليه بغزارة لأكثر من ساعتين إلى أن فوجئ فى الثالثة صباحا بدخول ابنته وزوجته غرفته ليكتشفا الجريمة.
نظر إليهما بوجهه الملطخ بالدماء والجروح، نظرة عتاب أليمة لعدم سماعهما صرخاته المتكررة وطعنات الجناة الشديدة فى جسده وهما فى الغرفة المقابلة. اعتذرت له زوجته لقيام الجناة بحبسها فى الحمام ونجلتها داخل غرفتها.
أسرعت ابنته إيمان، 23 سنة، طالبة بالفرقة الرابعة بقسم الفلسفة آداب عين شمس بالاتصال تليفونيا بعمها محمد بمنطقة عين شمس الشرقية تخبره بتعرض والدها لهجوم مسلح من مجهولين فى غرفته بقرية بساتين بركات بمركز بلبيس وأنه مازال على قيد الحياة دون أن تدرى من هم الجناة. صرخ فى وجهها وطالبها بالاستعانة بأحد الخفراء فى المنطقة لإنقاذ شقيقه من الموت وسرعة نقله إلى المستشفى حتى يرتدى ملابسه ويحضر إليها بسرعة.
استمرت المكالمات التليفونية بينهما فى الطريق الذى استغرق أكثر من ساعة إلى أن وصل الجميع إلى الوحدة الصحية بالقرية ومعهم المجنى عليه ينزف من جميع أنحاء جسده. طرق الجميع باب الطبيب المناوب، فخرج مسرعا إلى السيارة، نظر إلى المجنى عليه، ثم رفض أن يستقبله أو يجرى الإسعافات الأولية له لتدهور حالته الصحية. اضطرت الأسرة إلى نقله إلى مستشفى بلبيس العام التى تبعد 10 كيلو مترات عن القرية.. دقائق قليلة، وتوقفت السيارة على باب صالة الطوارئ. دخل أفراد الأسرة. لاستطلاع الأمر والبحث عن طبيب بالمستشفى. رفضت الممرضة استقبال الحالة لخطورتها.. انطلق محمد فى طرقات المستشفى كالمجنون، ليوقظ الطبيب المناوب الذى رفض النزول إلى الحالة.
قررت الأسرة نقله بسيارة الإسعاف إلى مستشفى عين شمس التخصصى وهناك نطق بآخر كلماته: أرجوكم لا تتركوا الجناة يهربون من العدالة.. كنت أريد أن ابنى دارا للأيتام على أرضى فى القرية.
وانخرط الجميع فى البكاء وصرخوا داعين له بالشفاء والبقاء على قيد الحياة وفجأة رفع المجنى عليه يده ونطق بالشهادتين بصوت مكتوم لتصعد روحه إلى السماء.
أبلغت إدارة المستشفى اللواء حسين أبوشناق مدير أمن الشرقية بالجريمة. انتقل لمكان الواقعة العميد سعيد عمارة رئيس مباحث الشرقية والعميد عبدالرءوف الصيرفى مدير المباحث الجنائية. وأثناء معاينة الغرفة عثر رجال الأمن على 3 سكاكين ملوثة بالدماء على الأرض وتبين أن جميع نوافذ الفيللا المكونة من طابقين بما فيها غرفة المجنى عليه التى على يسار الباب الرئيسى لدخول الفيللا سليمة ولا يوجد بها أى أعمال عنف وأن الجناة قد دخلوا الفيللا بطريقة شرعية وجميع محتوياتها سليمة ولا توجد آثار سرقة وأن الجريمة تم ارتكابها بقصد القتل العمد والتخلص من المجنى عليه بأى طريقة.
استدعى الرائد أمين صلاح رئيس مباحث مركز بلبيس شقيق المجنى عليه واصطحبه إلى مكتبه لسؤاله إذا كانت له خلافات مع أحد، فجر الشقيق مفاجأة لضابط المباحث عندما أخبره بأن المجنى عليه تعرض قبل ذلك لثلاث محاولات للقتل كان كل مرة يفلت منها بأعجوبة الأولى منذ 6 أشهر عندما ذهب إلى المسجد لصلاة الفجر وهو فى منتصف الطريق بشارع على حسن فوجئ بشخص يشهر فى وجهه سيفا طويلا ويطعنه عدة طعنات وعندما حاول الهرب والعودة إلى منزله فوجئ بشاب آخر خلفه يحمل سكينا وقام الاثنان بطعنه عدة طعنات فى بطنه وصدره وفرا هاربين وتحرر محضر بالواقعة وأصيب شقيقه بجرح طوله 25 سنتيمترا وقيدت الجريمة ضد مجهول.
تم علاجه وبعد عودته إلى عمله طلبت منه زوجته أن ينتظم فى اتباع برنامج ريجيم حتى ينقص وزنه وأصرت على أن يترك سيارته والمشى بقدميه إلى عمله الذى يبعد عن البيت 6 كيلومترات تقريبا، وأثناء سيره فى الشارع استوقفته سيارة سمراء ونزل منها ملثمان وانهالا عليه ضربا بالسكاكين وطرحاه أرضا وظلا يطعناه إلى أن سقط فاقدا الوعى وتم نقلة بسرعه إلى المستشفى.
وفى المرة الثالثة قام قائد إحدى السيارات بالاقتراب منه فى الطريق وهو يسير فى الشارع وغرس سكينا فى بطنه وفر المتهم هاربا فى سيارته دون أن يعرف رقم السيارة أو حتى الجناة.وقال للضابط إنه تلقى اتصالا من ابنة شقيقه تفيد تعرضه للقتل فطلب منها أن تطرق باب جيرانها ولكنها ذهبت إلى الجيران الأبعد عن الفيللا دون أن تبرر موقفها.
هنا طلب العميد عبدالرءوف الصيرفى مدير المباحث الجنائية استدعاء أمانى توفيق، 47 سنة، زوجة المجنى عليه ونجلتها إيمان، 24 سنة، وجلس مع كل منهما بمفردها لسماع أقوالها.قالت الزوجة «كنت فى الحمام وسمعت صراخ زوجى وعندما حاولت الخروج فوجئت بإغلاق الباب من الخارج وانتظرت حتى يخرج الجناة حتى لا يقتلونى وبعدها فتحت ابنتى الباب وخرجت لأجد زوجى بين الحياة والموت».
أما إيمان، الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب بجامعة عين شمس فقالت إنها سمعت صوت ارتطام وصراخا وعندما خرجت من غرفتها وجدت الجناة يهددونها بالقتل فعادت إلى غرفتها وأغلقت الباب عليها إلى أن خرجوا وفتحت الباب ودخلت إلى والدها واكتشفت الجريمة وذكرت أن مصوغاتها تمت سرقتها من الفيللا.
أمرت النيابة بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وتم التحفظ على جهازى الهاتف المحمول للزوجة والابنة لبيان المكالمات الصادرة والواردة إليهما وقت الجريمة وأمرت بسرعة تحريات المباحث وكشف غموض الجريمة.
تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد إبراهيم سليمان رئيس فرع البحث الجنائى بجنوب الشرقية لكشف غموض الجريمة وتبين من تحريات الرائد محمد أسامة معاون مباحث مركز شرطة بلبيس أن المجنى عليه ميسور الحال ولا خلافات بينه وبين أحد من أفراد أسرته التى تتمتع بسمعة طيبة فى القرية ببلبيس ومنطقة عين شمس حيث يقطن فى عقار ملك لوالده ولديه شقة بالطابق الثانى وله شقيق يعمل مديرا فى إحدى المصالح الحكومية وشقيقة متزوجة وليس له علاقات نسائية نهائيا وأنه رجل متدين ويعمل خيرا كثيرا.
وأثبتت التحريات صحة ما رواه شقيقه من أنه تعرض قبل ذلك لثلاث محاولات لقتله من مجهولين وتحررت محاضر بذلك دون التوصل إلى الجناة وأن القتيل فى الأيام الأخيرة رفض الخروج بمفرده إلى أى مكان وامتنع عن الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر وعاش فى الأيام الأخيرة خائفا من اغتياله.
كما تبين من التحريات أن زوجته من عائلة بسيطة ومتدينة وتتسم بحسن الأخلاق وليس لها أى علاقات مع أحد أو خلافات مع الجيران لكنها تعشق المال.أما نجلتها إيمان فقد تم عقد قرانها على شاب موظف فى الشركة التى يعمل فيها والدها وتم تجهيز شقتها بالكامل لحين تحديد ميعاد الزفاف وأن والدها يعاملها معاملة حسنة.
وكشفت التحريات أن هناك سيارة ملاكى سمراء كانت تقف أمام الفيللا فى وقت متزامن مع ارتكاب الجريمة وهى السيارة التى كانت موجودة منذ أسبوع أمام الفيللا وبصحبة نجلة المجنى عليه.
وتبين من تقرير شركة الاتصالات الذى ورد إلى النيابة أن الزوجة تستخدم 3 شرائح للمحمول فى تليفونها وأنها أرسلت رسائل تهديد لزوجها من إحدى الشرائح الثلاث وهناك رقم مكرر عندها وعلى تليفون ابنتها أيضا تم الاتصال به كثيرا قبل الجريمة بساعة وأن المحمول الذى تم الاتصال به كان قريبا جدا من مسرح الجريمة حيث التقطه البرج التابع للقرية.
عند هذه النقطة اكتملت خيوط الجريمة فى يد اللواء حسين أبوشناق مدير الأمن وتيقن أن الزوجة ونجلتها وراء ارتكاب الجريمة.تم تتبع المكالمات التليفونية واستدعاء الأشخاص الذين تم الاتصال بهم قبل الجريمة ب48 ساعة وتم الاستعلام عن رقم السيارة السمراء التى تواجدت أمام الفيللا وتبين أن أحمد رجب عبدالسيد طالب بالفرقة الرابعة بآداب عين شمس قد استأجر تلك السيارة ليلة الجريمة وذهب إلى بلبيس وتلقى عدة مكالمات من زميلته إيمان وزوجة المجنى عليه وكان معه أحد الأصدقاء فى ذلك الوقت لتنفيذ الجريمة وفقا للاتفاق بينهم .
أمرت النيابة بضبط وإحضار الطالب وإيمان ابنة القتيل والزوجة لمواجهتهم بالوقائع الجديدة.وفور وصول ضابط الشرطة إلى منزل المتهم أحمد رجب اعترف بقيامه بالاتفاق مع زميلته ووالدتها على قتل المجنى عليه مقابل 20 ألف جنيه وأنه استعان بكل من مصطفى رمضان، 22 سنة، تاجر ملابس ومقيم بالوراق وأحمد سلام حسن، 26 سنة، مبلط لتنفيذ الجريمة.
حاولت الزوجة ونجلتها إنكار اشتراكهما مع المتهمين الثلاثة إلا أن الوقائع واعترافات المتهمين عليهما كانت قرينة فى مواجهتهما.انهارت الزوجة المتهمة ومعها نجلتها طالبة الآداب بعدما وضع ضباط المباحث كلابشات الحديد فى أيديهما لاقتيادهما إلى النيابة.. أدلت الزوجة أمانى توفيق نصر، باعترافات خطيرة.
قالت المتهمة فى التحقيقات التى باشرها محمود زيدان رئيس نيابة بلبيس بإشراف المستشار أسامة الحفنى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية: نعم حاولت قتله والتخلص منه بأى طريقة لأنه رجل لا يعرف قيمة الأموال التى يحصل عليها حيث كان ينفق أموالا كثيرة دون أن يؤمن مستقبل أولاده حتى فوجئت به يشترى أرضا لبناء دار أيتام فى الوقت الذى نحتاج فيه لهذه الأموال وأصر أمام أهل القرية على بناء الدار من ماله الحر.
وواصلت الزوجة: أقنعت نجلتى إيمان التى اعتبرها صديقتى وكل شىء فى حياتى بما سيعود علينا نتيجة التخلص منه وقد أحضرت صديقها فى الجامعة ومعة اثنان وتم الاتفاق بيننا على دفع 20 ألف جنيه مقابل القتل دفعت له مقدما مبلغ 5 آلاف جنيه واتفقنا على خطط لقتله أكثر من مرة، حيث كنت أقوم بالاتصال بالمتهمين قبل خروجه وأحدد لهم خط سيره وفى كل مرة ينجو منها بأعجوبة بسبب قوته الجسدية وبعد فشل جميع المحاولات استقر بى الأمر على قتل زوجى وهو نائم وداخل فيلته ببلبيس حيث اصطحبت المتهم الأول معى فى السيارة إلى بلبيس لمعاينة الفيللا جيدا وتحديد الغرفة التى ينام فيها وقمت بتصوير مداخل ومخارج الفيللا له بالمحمول حتى يقدمها لزميليه والاستعانة بها وقت تنفيذ الجريمة.
وفى الليلة المحددة طلبت من زوجى السفر وقضاء إجازته بالقرية ببلبيس ووافق وأعددت العدة لذلك ورفضت أن اصطحب نجلى طالب الثانوى معى حتى ننتهى من قتله هذه المرة، استقلليت سيارتنا واصطحبت نجلتى وأحد المتهمين معى وهو أحمد سلام، مبلط، وطلبت منه الصعود إلى أعلى الفيللا والجلوس فى غرفة فوق السطح حتى المساء والنزول بعد منتصف الليل لارتكاب الجريمة وانتظرت زوجى حتى عودته من العمل.
حضر زوجى وتناول الغذاء وذهب إلى المسجد لأداء صلاة المغرب وعاد إلى المنزل بعد ساعة تقريبا من صلاة العشاء. جلست معه بعض الوقت وتركته بسبب إجهاده الشديد وخرجت إلى باب الفيللا وقفت بعض الوقت إلى أن استغرق زوجى فى نوم عميق وفتحت الباب وتركته مفتوحا لدخول باقى الجناة. ودخلت غرفة نجلتى واستغرقت فى نوم عميق بجوارها على السرير وفى الواحدة ليلا أجريت اتصالا بمصطفى زميل نجلتى لأبلغه بأن الباب مفتوح والسكاكين حامية وجاهزة فى المطبخ.
أغلقت باب غرفتى على نفسى ونجلتى ودخل الجناة غرفة زوجى وهو نائم وطعنوه عدة طعنات وظل يصرخ بشدة لأكثر من نصف ساعة إلى أن فقد قواه واستسلم لطعناتهم القوية وخرجوا من الباب الرئيسى.
انتظرت أنا ونجلتى أكثر من ساعتين داخل الغرفة نشاهد التليفزيون حتى نتأكد من وفاته وتصفية دمائه وفى الثالثة صباحا دخلنا عليه الغرفة ففوجئنا به مازال على قيد الحياة ويتألم من الطعنات والدم يتساقط منه كالنافورة ويصرخ فى وجهنا قائلا: أنتم فين أنا بموت ياناس حرام عليكم ويتساءل عن كيفية دخول الجناة الفيللا ويرفع يده إلى السماء لنجاتى ونجلته من أيدى اللصوص.
أجريت اتصالا بالشرطة والإسعاف وشقيق زوجى حتى يعرف الجميع واعتقدت أن الأمر سوف ينتهى مثلما حدث فى المحاولات السابقة ولكن هذه المرة كانت صعبة جدا وذلك لأن زوجى ظل يصارع الموت لأكثر من 4 ساعات تقريبا وفى نفس الوقت كانت نظراته لى ولنجلته تحمل كثيرا من علامات الاستفهام والريبة فحاولت الهرب من نظراته المتألمة إلى أن مات.وبررت الزوجة فعلتها بقولها «حاولت الدفاع عن بيتى وأموال زوجى بالقتل بعدما فشلت فى ذلك وهو على قيد الحياة».
أما إيمان ابنة القتيل وشريكة أمها فى الجريمة فقالت «أمى هى سبب ضياع مستقبلى.. انهارت حياتى حيث إننى عروس وكان من المفترض أن يتم زفافى خلال الشهر المقبل حيث قام والدى بتجهيز شقتى على أحدث طراز ولم يبخل علىّ فى شىء فى حياته ولكن الطمع فى المال كان وراء الجريمة رغم أن والدى صرف أموالا كثيرة علىّ ولكن أمى هى التى لا يعجبها شىء وأرادت أن تحصل على كل أمواله وتمنعه من الإنفاق على الفقراء والمساكين واتفقت معها على التخطيط مع زميلى فى الجامعة لتنفيذ الجريمة.
وقام حسام النجار وأحمد عصام مديرا نيابة بلبيس بمواجهة المتهمين الثلاثة فاعترفوا بالجريمة والمحاولات الثلاث الفاشلة مؤكدين أنهم نفذوا جميع تعليمات الزوجة وابنتها لقتل المتهم فأمرت النيابة بحبس المتهمين مع التجديد فى المواعيد المقررة وقاموا جميعا بتمثيل كيفية ارتكاب الجريمة.
انتقلت «الشروق» إلى منزل المجنى عليه بعين شمس وهو عقار مكون من 4 طوابق يمتلكه والد المجنى عليه ويعيش فيه الشقيقان.. استقبلنا الجيران بكلماتهم الحزينة لمقتل الرجل الذى يؤدى صلاته جماعة يوميا وكان محبوبا لجميع الجيران وسمعته طيبة بين كل الناس.
أما أحمد نجل المجنى عليه فقال: أمى رفضت اصطحابى معهما فى ذلك اليوم الذى تم تنفيذ الجريمة فيه وأجبرتنى على الجلوس فى البيت وحدى على غير العادة وقد اتصلت بى أكثر من مرة لتتأكد من وجودى فى القاهرة، وقبل ذلك كنت أسمع شقيقتى تتحدث مع والدتى عن القتل والجرائم دون أن أعرف شيئا عن الجريمة.
وأضاف: والغريب أن والدى اشترى سيارة لشقيقتى وقطعة أرض لأمى مساحتها 600 متر فى بلبيس بالإضافة إلى شاليه فى شرم الشيخ وآخر فى الإسكندرية وكان يصرف علينا ببذخ شديد واحتفل بعيد ميلاد أمى منذ شهر فى فندق 5 نجوم واشترى لها فستانا جميلا ورغم كل ذلك اتفقتا على قتله لأن «ماما كانت تكره بابا جدا ولكن أمامه تظهر حبها له كثيرا».
وأضاف نجل المجنى عليه قائلا: إن بابا اشترى جهاز لاب توب لشقيقتى فور نجاحها ومنذ ذلك الوقت وهى تدخل على النت كثيرا وتحصل على موضوعات من النت عن الخيانة والجريمة.
أما والد المجنى عليه الذى ظهرت عليه علامات الأسى والحزن فقال «حسبى الله ونعم الوكيل فى الزوجة التى قتلت ابنى حيث إننى اخترتها لابنى كزوجة من عائلة محترمة وقمت بتجهيزها واعتبرتها مثل ابنتى ولكنها خانت الأمانة ودمرت كل شىء».
وصرخ: أريد تنفيذ حكم الإعدام فى المتهمة وأتمنى أن أعيش حتى أشاهد العدالة تقتص منها.وقال محمد شقيق المجنى عليه: لا أنام نهائيا بعد مقتل شقيقى بسبب الجريمة وتخطيط زوجة شقيقى ونجلتها التى رسبت فى الفرقة الرابعة ومع ذلك احتفل شقيقى بنجاحها أمام العائلة ليرفع من معنوياتها وقال للجميع إنها تدرس الماجستير لتحسين صورتها أمام الجميع». وأضاف: شقيقى طلب منى ألا أترك حقه نهائيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.