انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة اليوم الإثنين اعتراف نظيره الأمريكي جو بايدن بالقتل الجماعي للأرمن إبان الحقبة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى بأنه "إبادة جماعية". وقال أردوغان إن "بايدن استخدم عبارات غير محقة لا أساس لها وتخالف الحقائق بشأن أحداث أليمة وقعت قبل أكثر من قرن. وأضاف أردوغان أن اعتراف الرئيس بايدن ليس له أي سند قانوني أو تاريخي، وقد أحزن الشعب التركي. واتهم أردوغان الولاياتالمتحدة بالرضوخ لضغوط جماعات المصالح الأرمنية والمعادية لتركيا، لكنه قال إن هذا الاعتراف لم يغير الأثر "المدمر" للتصريحات الأمريكية بين واشنطنوأنقرة. وأعرب أردوغان عن أمله في أن تتراجع الولاياتالمتحدة سريعا عن هذه الخطوة. وكان رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أكد رفض أنقرة تصريحات الرئيس بايدن الذي وصف فيها أحداث عام 1915 بأنها "إبادة جماعية". ولفت رئيس الدائرة إلى أن هذه الخطوة التي ليس لها معنى إلا تسييس التاريخ وتشويهه، ستشكل خطرا كبيرا على العلاقات التركية الأمريكية. وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء نقلا عن مسؤول رفيع بإدارة أردوغان على دراية كبيرة بالمداولات التركية بشأن هذا الأمر، قوله إن أحد التداعيات لتحدي بايدن للحليف تركيا واستخدامه مصطلح الإبادة الجماعية للأرمن، هو قيام تركيا بتجميد اتفاقية التعاون الدفاعي والاقتصادي، التي جعلت في الإمكان التعاون مع الولاياتالمتحدة في صراعات إقليمية مثل سوريا والعراق وذلك منذ التوقيع عليها في عام 1980. وكان بايدن قد اعترف أول أمس السبت بأن أعمال القتل الجماعي للأرمن على يد العثمانيين إبادة جماعية. وقال بايدن: "في هذا اليوم من كل عام، نتذكر أرواح كل من ماتوا في الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني ونجدد التزامنا بمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى مطلقا ". وأضاف الرئيس الأمريكي: "نحن نكرم قصتهم، ونرى هذا الألم، ونؤكد التاريخ. نفعل ذلك ليس لإلقاء اللوم ولكن لضمان عدم تكرار ما حدث". وفي 24 أبريل 1915، تم اعتقال آلاف المثقفين الأرمن المشتبه في عدائهم للحكم العثماني. وتعرض الأرمن للاضطهاد والقتل بشكل منهجي على أيدي العثمانيين في عامي 1915 و 1916. ووفقا للتقديرات، فقد ما يصل إلى 5ر1 مليون من الأرمن حياتهم خلال تلك الفترة. وترفض تركيا بشدة تصنيف عمليات القتل على أنها إبادة جماعية ، قائلة إن الأرمن والأتراك قُتلوا في حرب أهلية حدثت عندما انتفض الأرمن ضد حكامهم العثمانيين وانحازوا إلى جانب القوات الروسية الغازية.