طالب القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، بانتظار رأى اللجنة المجمعية التى سيشكلها البابا شنودة الثالث عقب عودته من أمريكا، للإفتاء برأى رسمى فيما إن كانت الإشاعات التى تتردد فى كنيسة بالوراق حول ظهور العذراء حقيقية أم لا. وقال ل«الشروق»: «من المنتظر أن يعود البابا يوم الجمعة القادم، من أمريكا وسيشكل لجنة باباوية من المجمع المقدس لبحث ما يتردد فى الوراق، لإعلان رأى الكنيسة الرسمى، وعندها فقط يمكن أن نقول إن كان هناك ظهورا للعذراء أم لا». وأضاف «للمجمع المقدس وحده برئاسة البابا، وفقا للتقاليد الكنسية، الحق فى إعلان ما إن كانت المقولات التى تتردد بين الحين والآخر حول ظهور العذراء، حقيقة من وجهة نظر الكنيسة». وتوجه مصور الكاتدرائية مساء أمس الأول إلى كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بكورنيش النيل، لجمع الصور والأفلام التى طلبها الأنبا يوأنس سكرتير البابا، المرافق له فى أمريكا، وهو الطلب الذى نشرته الشروق أمس، لعرضها على البابا والمجمع المقدس، لكن مصور الكنيسة لم يلتقط أى صور يمكن تقديمها للمجمع كدليل لحدوث ظواهر خارقة واكتفى بتصوير آلاف الأقباط الملتفين حول الكنيسة أمام الكورنيش. فيما أصر القمص داود إبراهيم، راعى الكنيسة، على اعتبار أن هناك ظاهرة خارقة تحدث بالكنيسة التى يتوافد عليها آلاف الأقباط منذ صباح يوم الجمعة الماضى. هذا ومن المنتظر أن يشكل المجمع المقدس، أو المجلس الإكلريكى العام برئاسة الأنبا بيشوى، لجنة لضبط التبرعات التى تدفقت على الكنيسة إثر توافد آلاف الأقباط عليها، وهو تقليد متبع فى مثل هذه الأحداث. من جهته، حذر كمال زاخر، مؤسس التيار العلمانى، من التركيز على إثبات حدوث ظواهر خارقة من عدمه وقال «الأمور الميتافيزيقية لها ظروفها الخاصة، ولا يفيد القضية المصرية تأكيد أو نفى وجود هذه الظواهر، الأهم أن هناك شغف شعبى مهول لتحويل الأزمة التى تعيشها مصر والأقباط فى القلب منها من الأرض للسماء». وأضاف «وجود حالة من الظلم وغياب العدالة فى الشارع مع غياب آليات للحل، يدفع الناس للهروب من الأرض إلى السماء، وهو دليل احتقان يهدد بانفجار شعبى فى الشارع المحتقن طائفيا والمستسلم للغيبيات تماما. نحن الآن لا نتحدث فقط عن انسحاب الأقباط من الوطن إلى الكنيسة بل انسحابهم كليا إلى السماء». يذكر أن الأقاويل حول ظهور العذراء أو أحد القديسين أخذت تتصاعد فى الأعوام الماضية، فيما لم يعتمد المجمع المقدس، فى تاريخ الكنيسة الحديث، إلا عددا محدودا جدا من «الظهورات» أبرزها ما حدث فى كنيسة الزيتون فى العام التالى لنكسة 1967 والتى تدفق عليها ملايين المصريين، وهو ما تسبب فى شهرة غير مسبوقة للكنيسة هناك تولى على أثرها القمص بطرس جيد شقيق البابا شنودة بنفسه إدارتها، وأحداث أخرى محدودة فى كنيسة «بابا دبلو» فى القاهرة قبل عشرات الأعوام، وفى الدير المحرق قبل بضع سنوات.