تُعتبر السمنة لدى الأطفال مشكلة متنامية في الولاياتالمتحدة منذ عام 2016، حيث تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن واحدًا من كل خمسة أطفال يعاني من السمنة. وتوصلت دراسة حديثة إلى أن هذه المشكلة قد تؤدي أيضًا إلى مشاكل في النمو للفتيات اللائي يدخلن مرحلة البلوغ، إذ يقول الباحثون إن السمنة يمكن أن تؤخر توقيت البلوغ عند الفتيات الصغيرات، وفقا لموقع "ستادي فايندس". واكتشف فريق من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، أن الفتيات البدينات يمكن أن تكون لديهن المزيد من هرمون التستوستيرون في أجسادهن، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، وظهور حب الشباب، وزيادة شعر الجسم، كما يضيف الباحثون أن البلوغ يبدو مختلفًا بين الفتيات البدينات من حيث نمو الثدي والهرمونات التناسلية. وفقًا للدراسات السابقة، تبدأ الإناث الشابات ذوات الوزن الزائد في سن البلوغ ويختبرن أول دورة شهرية لهن في وقت أبكر من الفتيات ذوات الوزن الطبيعي، ومع ذلك لم يتضح ما إذا كانت السمنة يمكن أن تغير ليس فقط توقيت البلوغ، ولكن أيضًا مستويات هرمون التكاثر لدى الفتاة، ويمكن أن يؤثر ذلك على كيفية تطور الأعضاء التناسلية للإناث مثل الثدي والمبيض والرحم. وفي الفترة من منتصف البلوغ إلى أواخره، أظهرت الفتيات اللواتي لديهن نسبة أكبر من الدهون الكلية في الجسم مستويات أعلى من بعض الهرمونات التناسلية بما في ذلك الهرمون المنبه للجريب (FSH) والإنهيبين والهرمونات الشبيهة بالذكور مثل التستوستيرون، كما قال مؤلف الدراسة الدكتور ناتالي. وأضاف: "لدى بعض الفتيات اللواتي لديهن نسبة عالية من الدهون الكلية في الجسم، ارتبطت مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة بعدم انتظام الدورة الشهرية وحب الشباب وزيادة شعر الجسم". وفي أواخر سن البلوغ أظهرت الفتيات اللواتي لديهن نسبة أكبر من الدهون في الجسم تأخرًا في نضج الثدي، وفقًا لما تحدده الموجات فوق الصوتية للثدي والحيض المبكر، لم تكن هناك فروق في نضج المبيضين أو الرحم. تأثير السمنة على النضج على مدار أربع سنوات، درس الباحثون 90 فتاة تتراوح أعمارهن بين 8 و15 عامًا، وتم تصنيف 36 فتاة على أنهن بدينات بينما كان لدى 54 أخريات وزن طبيعي، وقام الفريق بحساب إجمالي الدهون في الجسم باستخدام فحص امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة DXA كما قام الفريق بتتبع سن البلوغ باستخدام الموجات فوق الصوتية للثدي والحوض، وقياس مستويات الهرمونات في عينات الدم، وتسجيل عمر كل فتاة في دورتها الأولى. وتظهر النتائج التي توصلوا إليها، أن الفتيات ذوات الدهون الكلية في الجسم أعلى لديهن اختلافات في مستويات الهرمونات الإنجابية كما حصلن ثديًا ناضجًا بشكل أبطأ وأول دورة في وقت أبكر من الفتيات مع انخفاض إجمالي الدهون في الجسم.