بدأت جماعة الإخوان المسلمين إجراءات اختيار المرشد الثامن للجماعة، خليفة لمحمد مهدى عاكف مرشدها الحالى، الذى أصر على قراره بعدم الترشح لولاية جديدة فى يناير المقبل. وكشف مصدر قيادى بالجماعة أن «إخوان مصر» طرحوا بعض الأسماء التى تم التوافق عليها على «إخوان الخارج» لاستطلاع رأى مجلس الشورى العالمى. وقال القيادى الذى طلب عدم نشر اسمه ل «الشروق»: إن «مصير المرشد القادم للجماعة يقع الآن بين أيدى أعضاء مجلس الشورى العالمى للوقوف على اسم محدد». وأشار القيادى الإخوانى إلى أن اختيار المرشد يتم من خلال مستويين هما «إخوان مصر» ممثلين فى مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام، ثم مجلس الشورى العالمى. وأكد مصدر آخر بالجماعة أن عاكف أصر على عدم الاستمرار ولو ليوم واحد بعد انتهاء ولايته، بالرغم من الضغوط التى مارسها أعضاء وقيادات الجماعة عليه، وأضاف المصدر أن هناك محاولات من التيار المحافظ بقيادة د.محمود عزت، أمين تنظيم الجماعة لتسويق الدكتور محمد بديع عضو مكتب الإرشاد وأحد المتهمين فى قضية تنظيم «65» خارج مصر، وذلك من خلال اتصالات تجرى الآن مع الإخوان فى الأقطار الأخرى. غير أن تلك المحاولات اصطدمت بعدم معرفة إخوان الخارج ببديع، وترشيحهم للدكتور محمد حبيب النائب الأول لعاكف، وقال قيادى إخوانى بأوروبا ل «الشروق»: إنه لا يعرف من هو محمد بديع من الأساس حتى يزكيه. وعلمت «الشروق» أن التوافق بين التيار المحافظ على بديع جاء بعد رفض خيرت الشاطر النائب الثانى للمرشد والذى يمثل ثقلا كبيرا داخل الجماعة لترشيح جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد. وأكدت مصادر أن حسم الأمور لصالح بديع كمرشد ثامن سيفتح الكلام عن مرحلة انتقالية يتولى فيها بديع المسئولية فى العامين المقبلين لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، وخروج خيرت الشاطر من السجن. من ناحية أخرى، أصدر مكتب إرشاد الجماعة بيانا رسميا ردا على ما ذكره القيادى الإخوانى حامد الدفراوى عن تجاوزات وتزوير فى اللائحة الداخلية للجماعة التى أجريت على أساسها انتخابات المكاتب الإدارية ومجلس الشورى العام فى 2005، أوضح فيه أن الدفراوى جانبه الصواب فيما قاله عن وجود تزوير فى الانتخابات الداخلية للإخوان. وقال البيان إن اللائحة تنص فى المادة 18 منها على ما يلى: «يُشكل بكل محافظة مجلس شورى يُحدد مكتب الإرشاد عدد أعضائه، ويختاره الأعضاء العاملون بالمحافظة طبقا للإجراءات التى يعتمدها مكتب الإرشاد، ويجوز للمكتب أن يضم إلى الأعضاء المختارين عددا لا يزيد على الخمسة بعد أخذ رأى المكتب الإدارى، ويعتبر عضوا بمجلس شورى المحافظة التى يتبعها من يُعين عضوا بمجلس الشورى العام ويكتسب عضويته بحكم اللائحة طبقا للفقرة (ج) من المادة 11». وأكد البيان أن النص السابق يقرر نسبة وليس عددا، «وهو ما تم العمل به آنذاك»، مشيرا إلى أنه إذا ما وضع فى الاعتبار أن هذه اللائحة تم اعتمادها فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى عن طريق مجلس الشورى العام للجماعة «أمكن القول بأن الأخ حامد جانبه الصواب». ونفى البيان ما ذكره الدفراوى من أن كلا من الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة والمهندس خيرت الشاطر ومحمد مرسى وصبرى عرفة ومحمود حسين قد تم تعيينهم بمكتب الإرشاد. وكانت «الشروق» قد انفردت بنشر مذكرة الدفراوى فى 31 أكتوبر الماضى بعنوان «انتخابات مجلس شورى الإخوان أجريت بلائحة مزورة.. هل يعتزل المرشد أم مكتب الإرشاد» إلا أن بعض الصحف أعادت نشرها الأسبوع الماضى ونسبتها إلى نفسها، ثم نشرت «الشروق» السبت الماضى مذكرة جديدة للدفراوى بعنوان «الإخوان شأن عام وانتظر رد مكتب الإرشاد».