تُوفي صباح الثلاثاء، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، وذلك حسبما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية، في خبر عاجل، منذ قليل. وكانت عائلة صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين، أعلنت إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية مما دفعهم لنقله إلى مستشفى «هداسا» الإسرائيلي في مدينة القدس. شغل الدكتور صائب عريقات مناصب كثيرة، منها الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس المفاوضين الفلسطينيين في دائرة شؤون المفاوضات، و في عام 1991، شغل منصب نائب رئيس الوفد الفلسطيني لعملية السلام في مدريد، ولاحقًا خلال مفاوضات واشنطن عام 1992،وفي عام 1994 تم تعيينه رئيسًا للوفد الفلسطيني للمفاوضات ثم رئيسًا لفريق المفاوضات الفلسطيني. ومن المناصب المختلفة التي شغلها يتضح مدى ارتباط اسمه بأكثر القضايا العربية حساسية وصعوبة وهي القضية الفلسطينية، ونتيجة لخبرته الطويلة في مجال المفاوضات قد صدر لعريقات أكثر من كتاب في هذا الصدد، ومنهم: • الحياة مفاوضات.. تأسيس لهذا العلم صدر الكتاب في يوليو عام 2011، وهو مقدمة في علم المفاوضات، ويخصص لها كعلم بذاته واستغرق مدة ثلاث سنوات لكتابته، ويحتل رقم 9 في الكتب التي أصدرها في حقل العلوم السياسية والمفاوضات. ويقول الدكتور رامي حمدالله رئيس جامعة النجاح الوطنية حينها، عن عريقات في مقدمة الكتاب: "منذ أن وقعت اتفاقية أسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين فبدأت مسيرة المفاوضات وكان صديقي صائب من أوائل من كلفوا بهذه المسرية فخاضها بجد.. فتكونت لديه رؤية بعيدة وخبرة تراكمية... ويشكل جهداص مميزاً في مجال تخصص الكاتب ويعتبر تجربة ريادية وعميقة لسد الفراغ في المكتبة الدبلوماسية...". وقد صرح عريقات وقت صدور الكتاب أنه استند فيه إلى مراجع عربية ودولية وإلى تجربته الشخصية في المفاوضات مع إسرائيل التي بدأت منذ العام 1991، لكنه لم يتطرق إلى تفاصيلها وخفاياها. وأشار إلى أنه كتاب أكاديمي وأنه خصصه بالأساس لطلبة الجامعات والمهتمين بمجال المفاوضات، وتمنى أن يسد إصداره الجديد بعض الثغرات في مجال المفاوضات، ووضع أدوات لتحليل الصراع ومجموعة تطبيقات لتطوير مهارات التفاوض والحل وتحديد دور صناع القرار في كيفية إدارة الصراع. حمل الكتاب جوانب تعريفية كثيرة مرتبطة بمفاهيم المفاوضات وغيرها من الأمور السياسية في هذا الشأن، ومن العناوين الفرعية التي تضمنها الكتاب مفهوم الوساطة و"منهجية المفاوضات" و"أهداف المفاوضات" و"الإعداد للمفاوضات" و"التركيز على مقا يقوله ويفعله الطرف الآخر" و"المهارات التفاوضية" و"قواعد التدريب على المفاوضات" وغيرها من التفاصيل. • مقارنة بين الشرق والغرب في آخر كتبه في كتاب عريقات الصادر عام 2018، عمد إلى المقارنة بين المفاوضات بمفهومها في الحضارة الإسلامية ومفهومها الغربي، تحت عنوان "عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر". ويقول عريقات في مقدمة الكتاب موضحاً ماهيته: "هذا الكتاب نحاول فيه التركيز على السلوك التفاوضي لسيدنا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بصفته صاحبياً يلتزم بالأحكام الشرعية وتحديد عناصر المفاوضات عنده باعتبارها كانت من بديهيات فهم الصحابة لأحكام الشريعة ومقارنتها مع عناصر الفكر الغربي في المفاوضات والتي كتبت بعد 1300 عام من وفاة سيدنا علي...". ينقسم الكتاب إلى جزئين، ويضم كل جزء عدد من الفصول، وهو قائم على المقارنة بشكل كُلي، ففي الجزء الأول يعقد عريقات بالتفصيل مقارنة بين العناصر التفاوضية السبعة في المدارس الغربية، والعناصر التفاوضية في مدرسة الرسول، أما في الجزء الثاني يتعرض لالعناصر التفاوضية السبة عند علي بن أي طالب، والعناصر الإضافية الخمسة لديه.