ماذا يريد عباس؟ سؤال مطروح على طاولة اجتماعات لجنة المتابعة العربية المعنية بعملية السلام التى ترأسها قطر، والتى دعت إلى عقدها السلطة الفلسطينية، بمقر الجامعة العربية وبمشاركة وزراء خارجية ثلاث عشرة دولة عربية أعضاء فى لجنة المبادرة العربية. وقال مصدر فلسطينى مطلع فى القاهرة ل«الشروق» إن رئيس دائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير صائب عريقات الذى سيرأس وفد فلسطين فى الاجتماع، سيطلع وزراء الخارجية لجنة مبادرة السلام على ما طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون خلال لقائها بالرئيس الفلسطينى محمود عباس فى أبوظبى، باستئناف المفاوضات مع إسرائيل بدون شروط وتنصلها من موضوع تجميد الاستيطان وهو ما أوضحته فى إسرائيل عقب لقاء نتنياهو بأنها لم تسمع عن إلزام إسرائيل بتجميد الاستيطان قبيل بدء المفاوضات. من المعروف أن الرئيس الأمريكى بارك أوباما طالب إسرائيل بوقف الاستيطان فى الضفة الغربية، إلا أن وزيرة خارجيته خرجت لتقول إن إسرائيل قبلت بتجميد مؤقت فقط لاستيطان، والذى اعتبرته «مقبولا». ومن جانبه انتقد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمس الأول موقف الجامعة العربية من ملف المصالحة الفلسطينية، مطالبا إياها بتنفيذ قرار مقاطعة حركة المقاومة الاسلامية «حماس» بصفتها الطرف المعطل للحوار الوطنى الفلسطينى. وذكر المصدر الفلسطينى أن صائب عريقات سيطلب من الدول العربية دعما لموقف الرئيس أبومازن الرافض لاستئناف المفاوضات بالإضافة إلى توضيح أسباب نية عباس عدم ترشح نفسه فى الانتخابات المقبلة فى الرابع والعشرين من يناير المقبل وانها ليست خطوة تكتيكية. يُذكر أن الرئيس الفلسطينى كان قد أعلن رغبته عدم الترشح لفترة رئاسية ثانية، وقال فى خطاب من رام الله إنه أبلغ منظمة التحرير بذلك، رافضا أى طلب لثنيه عن موقفه، الذى أرجعه إلى شعوره بالإحباط من الموقف الإسرائيلى ومحاباة الولاياتالمتحدة لها. وأشار المصدر ذاته أن الرئيس أبومازن أبلغ مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين عزمه الاستقالة من منصبه فى حال لم تجر الانتخابات الرئاسية فى الموعد الذى حدده فى الرابع والعشرين من يناير المقبل، مؤكدا أنه فى حال أقدم على خطوة كهذه فسيبقى رئيسا مؤقتا للسلطة، مما سيقطع الطريق أمام تولى رئيس المجلس التشريعى الرئاسة بالإنابة. وقال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن مستقبل السلطة الفلسطينية بات محل شك، فى ظل إعلان عباس عن نيته عدم الترشح للانتخابات المقبلة، واحتمالات استقالته من السلطة هو وآخرين من مساعديه. ونسبت الصحيفة إلى عريقات القول إن عباس قضى وقتا طويلا وهو يفاوض الجانب الإسرائيلى فى مباحثات عملية السلام من أجل إيجاد دولة فلسطينية مستقلة، ولما لم ير عباس بصيص أمل يلوح فى الأفق، فإنه لم يعد يرى حاجة لأن يكون رئيسا أو حاجة لأن تكون هناك سلطة برمتها. ومضى عريقات بالقول إن المسألة لا تنحصر فى من سيخلف عباس، وإنما تتعلق «بكوننا قد نترك مواقعنا»، متسائلا عن ما إن كان هناك من يعتقد أن أحدا سيبقى فى منصبه إذا أقدم عباس على الاستقالة؟ من جهة أخرى قال مصدر دبلوماسى إلى أن مصر ستطرح الصيغة التى وافقت عليها بعد لقائها مع الرئيس مبارك فى القاهرة والتى تقضى باستئناف المفاوضات بعيدا عن تجميد الاستيطان فى القدس مقابل ضم القدس للمفاوضات مع ضمانات أمريكية بإعلان صريح من الولاياتالمتحدة بحل الدولتين وان تفرض على إسرائيل فترة زمنية لانتهاء المفاوضات على أساس حدود عام 67 وأن تكون تحت رعاية أمريكية مباشرة. وتباينت مواقف الدول العربية من استئناف عملية السلام واعتبرت سوريا أن فشل المفاوضات فى إعادة الحقوق كاملة يعنى الاتجاه إلى المقاومة كحل بديل وممارسة ضغوط فعلية على إسرائيل بعيدا عن الشجب والإدانة ورفع الحصار عن غزة من جانب الدول العربية، بينما ترى الكويت ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطينى وأن الوحدة الفلسطينية ضرورة ملحة. وتؤكد قطر أن وجود تعثر فى عملية السلام لا يجوز معه الاستمرار فى المباحثات والجانب الاسرائيلى يضع شروطا على القدس والمستوطنات وبحث كيفية بدء المفاوضات وجدولها الزمنى وفحواها وكيف تنتهى. من جانبه قال السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إن الدول العربية فى الدورة الطارئة لمجلس الجامعة حددت متطلبات العودة للسلام ومنها تجميد الاستيطان، ورفع الحصار عن غزة.