«تسير فاطمة بخطوات ثابتة باتجاه منصة التكريم. اليوم تصبح «الدكتورة» سفيرة للمجلس القومى للطفولة بمحافظات جنوب الصعيد، تكريما لها على جهودها فى التوعية بمخاطر الختان، لكن أحدا لا يعرف أن نجاحها الأساسى كان الانتصار فى معركة ابنتها «زهوة». بهذه السطور القصصية قدمت الزميلة عبير صلاح الدين تحقيقها الجميل «قرى مصر تحارب ختان البنات» الذى نشرته «الشروق» فى أعدادها الأولى، فى فبراير الماضى. وهذا الأسبوع فاز التحقيق بجائزة الصحافة المكتوبة فى مسابقة منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) الإقليمية للأعمال الإعلامية المتميزة حول حقوق الطفل لعام 2009، والتى تنظم للعام الثانى على التوالى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتعاون مع جريدة البيان الإماراتية ونادى دبى للصحافة، فى فئات التليفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة والإنترنت، والتى خصصت هذا العام لموضوع صحة الأطفال وتغيير التوجهات السلوكية. أقيم حفل توزيع الجوائز فى العاصمة اللبنانية بيروت، فى ختام ملتقى اليونيسيف للأعلام الإقليمى الخامس، ووزع الجوائز الفنان محمود قابيل سفير النوايا الحسنة لليونيسيف وسيجرد كاج المديرة الإقليمية لليونيسيف فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الجائزة حصلت عليها الزميلة عبير صلاح الدين عن تحقيق نشر خلال الأسبوع الأول من صدور الجريدة فى فبراير الماضى تحت عنوان «قرى مصر تحارب ختان الإناث»، وتناولت فيه قصة د.فاطمة عميدة المعهد العالى للتمريض بأسوان التى خاضت معركتها الأولى لمناهضة عادة ختان الإناث من داخل بيتها لكى تحمى ابنتها، لتنطلق فيما بعد إلى مناهضتها فى قرى أسوان، ثم ضمَّنت مادة دراسية فى معهدها لتوعية الفريق الطبى المعاون بخطورة هذه العادة، وليصبح معهدها أول مؤسسة طبية فى مصر، حتى الآن، يضمِّن هذه المادة ضمن مناهجه رغم صدور قانون يجرمها فى يونيو 2008. عبير كانت قد حصدت نفس هذه الجائزة العام الماضى عن موضوع نشرته بمجلة صباح الخير بعنوان «متطوعون تحت العشرين»، ولم تكن تتصور أن تقتنص نفس الجائزة للعام الثانى على التوالى وسط منافسة كبيرة بين إعلاميين من مختلف البلاد العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من إيران وحتى المغرب وجيبوتى وموريتانيا، خاصة أن الجائزة تسمح للتقدم بأعمال نشرت بالعربية والإنجليزية والفرنسية أيضا. حصلت مصر على جائزة خاصة أيضا للمذيعة شهيرة أمين بقناة «النيل تى فى» و«سى إن إن» لأعمالها المميزة طوال العام حول نشر حقوق الطفل، وعن فئة الإنترنت حصل الفلسطينى محمد سوافيرى على الجائزة عن موضوع نشر بموقع الحياة الجديدة اليومى حول الأثر النفسى للحرب، وحصل تليفزيون دبى على جائزة لبرنامج فيتامين الذى تقدمه سامية محمود عن حلقة «بدانة الأطفال»، وعن فئة الراديو حصلت سرية بو طابا من الإذاعة الجزائرية على الجائزة عن برنامجها حول الحقائب المدرسية الثقيلة وأثرها على صحة الأطفال. وستتناول جائزة اليونيسيف الإقليمية للعام المقبل حقوق الأطفال الكلية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.