مئات النساء والرجال والأطفال من قرى بنى المهدى ونزالى طحا ومنهرى بمحافظة المنيا، تجمعوا منذ صباح أمس فى السرادق المقام بفناء مدرسة بنى مهدى الابتدائية انتظاراً لقدوم المحافظ أحمد ضياء الدين وضيوفه من القاهرة، وفى مقدمتهم السفيرة مشيرة خطاب أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة. أما المناسبة فهى إعلان القرى الثلاث وثيقة شعبية للتوقف عن عادة ختان الإناث، وهو المشهد الذى تكرر عدة مرات فى قرى الصعيد خلال العامين الآخيرين. لكن الجديد هذه المرة هو وجود 13 سفيرا من سفراء الاتحاد الأوروبى بالقاهرة الذين حضروا ليشهدوا التوقيع على الوثيقة، وسط استقبال حافل من الأهالى أهم ما ميّزه أنغام المزمار والرقص بالخيل والعصا ورقص التنورة، الأمر الذى لقى إعجابا شديدا من وفد السفراء. ووقف عمدة بنى مهدى على المنصة، وقال: «اليوم أعلن بصوت رادع ودون تردد لا لختان الإناث». ثم خرجت الفتاة رباب على المنصة قائلة: أطالب بالحنان بدل الختان..وأمنيتى أن اختى الصغيرة «ماتندبحش مثلما أنا اندبحت». المشهد أبهر كلاوس إيبرمان سفير الاتحاد الأوروبى الذى أعرب عن امتنانه وفخر سفراء الاتحاد الأوروبى بتصميم وإصرار أهالى المنيا على مناهضة ختان الإناث، ولذا أعلن عن منحة قدرها 20 مليون يورو لمشروع «الأطفال فى خطر»، والذى يندرج فيه مشروع مناهضة ختان الإناث. من جانبها قالت السفيرة مشيرة خطاب، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، إن المشهد ليس سهل التكرار، موضحة أنه حتى تصل قرية من القرى لإعلان هذه الوثيقة، فإن الأمر يحتاج إلى عمل حقيقى ومتواصل ومباشر ليقتنع جزء كبير من أهلها بأن هذه العادة ممارسة لا دينية ولا طبية. وأضافت: «المعركة هنا فى القرى لا يحسمها قانون الطفل بمعاقبة الختان، ولا قرار فوقى لوزير الصحة بمنع العادة، لكنها تعتمد على دعم القيادات الشعبية التى اتخذت مواقف شجاعة والإبلاغ عن أى حالة يشهدها المواطن». فى سياق آخر زار الوفد الأوروبى برفقة محافظ المنيا، قرية تلا، لتفقد مشروع «أمل» لصغار المزارعين والاستماع إلى تجاربهم. كما زار الوفد قرية البارجاية لتفقد مشروع الوحدات المتنقلة لمكتب الشكاوى التابع لحقوق الإنسان الذى يجوب أنحاء الجمهورية، لتلقى شكاوى المواطنين المتعلقة بحقوق الإنسان. وكانت سفيرتا السويد وهولندا من أكثر السفراء اهتماما بهذه الوحدة، بينما تساءلت زوجة السفير الدنماركى عن سبب طول طابور السيدات فى الوحدة، وما إذا كانت لديهن مشاكل متعلقة بوضع المرأة. وفى مدرسة النخال الصديقة للفتيات بأبوقرقاص بالمنيا، والتى يمولها الاتحاد الأوروبى، رحبت طالبات المدرسة بالسفراء الأوروبيين والمحافظ والسفيرة مشيرة خطاب، بالعديد من الأغانى ومنها: «أهلا بالمجلس القومى القومى للطفولة والأمومة.. ونحييكم ونهنيكم على رعايتكم لينا»، «البنات البنات الطف الكائنات»، «مصر هى أمى نيلها هو دمى»، إلى جانب بعض العروض التمثيلية التى تحدث أحدها عن مشكلة الفتاة «سعدية»، التى حرمت من التعليم، وانتهت تلك العروض بأغنية «وده مين جاب لنا الحاجة الحلوة دى».