بعد 12عاما من ملاحقته، أعلنت السلطات الأمريكية، اليوم الخميس، القبض على المواطن المصري ياسر عبدالفتاح سعيد، المطلوب ضمن لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف.بي.آي" لأخطر 10 مطلوبين فارين في الولاياتالمتحدة. - ما قصته؟ ياسر عبدالفتاح سعيد، المولود في 27 يناير 1957، هو مواطن مصري هاجر من سيناء بمصر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في أوائل الثمانينات، من خلال تأشيرة للدراسة بإحدى الجامعات هناك، قبل أن يتزوج فتاة أمريكية لم يتجاوز عمرها ال15 عاما، حينما كان هو في الثلاثين من عمره، بهدف الحصول على الجنسية الأمريكية، وأنجبا فيما بعد طفلتين هما أمينة وسارة، وفقا لما ذكره تقرير التحقيقات الفيدرالية. - ملابسات القضية تعود قضية المواطن المصري ل قبل 12 عاما، وتحديدا في يوم رأس السنة الجديدة، 1 يناير 2008، عندما أجرت سارة سعيد، البالغة من العمر 17 عاما، آخر مكالمة هاتفية لها بمركز شرطة مدينة إيرفينج، حوالي الساعة 7:30 مساءً، تقول "أنا أموت، أموت، أموت …"، قبل أن تفارق الحياة متأثرة بجراحها. وسرعان ما تم العثور على الفتاة وأختها جثتين هامدتين في مدينة إيرفينج تحاوطهما الدماء، فبعد حوالي ساعة من الاتصال، وجدت الفتاتين، سارة البالغة 17 عامًا وأمينة البالغة 18 عامًا، ملقيتين على الأرض بجوار سيارة أجرة أمام فندق أومني ماندالاي في مدينة إيرفينج، وأجسادهن ممزقة بالرصاص. وبعد ساعات، أصدرت شرطة المدينة مذكرة توقيف بحق والدهما، ياسر عبدالفتاح سعيد، البالغ من العمر 50 عامًا، حينها، مصري المولد وكان يعمل كسائق سيارة أجرة، بسبب إلقاء أفراد أسرته التهم عليه في مقتل الفتاتين، إذ قالت الأم إنه دائما ما يستخدم العنف والتهديدات والتلويح بالمسدس تجاه بناته، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وذكر تقرير التحقيقات الفيدرالية أن الأب اصطحب ابنتيه أمينة وسارة في رحلة بسيارته الأجرة، في 1 يناير 2008، بحجة تناول الطعام، حيث ذهب بهما إلى مدينة إيرفينج بولاية تكساس وأطلق عليهما الرصاص داخل سيارة الأجرة. - دوافع الجريمة في ذلك الوقت، قالت شرطة إيرفينج إن الدافع وراء جرائم القتل غير واضح، لكنهم يعتقدون أن سعيد كان مستاءً من سلوك بناته المراهقات وعلاقاتهن، ولكن في تقرير لاحق نشره مكتب التحقيقات الفيدرالية على موقعه الرسمي، أفادت الأم بأن المتهم كان دائم التهديد لبناته بقتلهن بسبب ما زعمه بإفساد الثقافة الغربية عفة بناته. - إدراجه على قائمة الهاربين سرعان ما فتحت الشرطة تحقيقا في الجريمة، في نفس اليوم، واستناداً إلى التحقيق الذي أجرته شرطة إيرفينج، تم توجيه تهمة القتل العمد المتعدد إلى سعيد، وفي 21 أغسطس من نفس العام، أصدرت محكمة المقاطعة الشمالية لولاية تكساس، أمر باعتقاله بعدما سافر على متن رحلة جوية غير مشروعة لتجنب الملاحقة القضائية. وفي 4 ديسمبر 2014، تم إدراج اسم ياسر سعيد إلى قائمة الهاربين العشرة المطلوبين في مكتب التحقيقات الفيدرالي، لما يقرب من ست سنوات بسبب الفعل الشنيع الذي ارتكبه ضد بناته، مع رصد مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يدلي بأي معلومات تساعد في اعتقال المتهم. - القبض عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي أعلن، مساء أمس الأربعاء، عن إلقاء القبض المتهم الهارب ياسر سعيد، رفقة شخصين آخرين ابنه إسلام سعيد وشقيقه باسم سعيد، ووجهت إليهما اتهامات بإيواء هارب من العدالة. وقال رئيس شرطة إيرفينج، في بيان له بعد إلقاء القبض على سعيد: "في نفس يوم الجريمة، فتحت شرطة إيرفينج تحقيقًا في جريمة القتل بعد العثور على الفتاتين مقتولتين بالرصاص، ومنذ تلك الليلة، سعى أفراد قسم شرطة إيرفينج ومكتب التحقيقات الفيدرالي في مقاطعة دالاس بلا كلل إلى تحقيق العدالة لأمينة وسارة"، متابعا: "حتى بعد 12 عامًا من الإحباط والطرق المسدودة، لم يتوقف السعي وراء قاتلهم أبدًا، اعتقال والدهما ياسر سعيد، اليوم، يقربنا من ضمان تحقيق العدالة لهم"، وفقا للموقع الرسمي لمكتب التحقيقات الفيدرالية. من جانبه قال ماثيو ديسارنو، مسئول مكتب التحقيقات الفيدرالي في دالاس: "فريق دالاس لمكافحة جرائم العنف بقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي قد عمل بلا كلل للعثور على ياسر عبدالفتاح سعيد، فلم يستسلم المحققون أبدًا في سعيهم للعثور عليه وتعهدوا بألا ينسوا أبدًا الضحايا الصغار في هذه القضية". اقرأ أيضا: من قتل نجلتيه للقبض عليه..رحلة مصري كان ضمن أخطر المطلوبين في أمريكا (مسار زمني)