«تم تأسيسه ليواكب احتفال مصر بإنشاء أول فرقة لموسيقى التراث، وهى الفرقة التى خرجت للنور بقرار من الرئيس عبدالناصر فى نوفمبر من عام 1967 ردا على تأسيس فرقة مماثلة فى إسرائيل تقدم تراثنا العربى باعتباره جزءا من ثقافة الدولة الصهيونية ولكن خرج مشروعنا الفنى عن إطار دوره الوطنى وغرق فى منافسة خاسرة مع المهرجانات الغنائية العربية».. بتلك الكلمات وصف الفنان محسن فاروق سوليست فرقة عبدالحليم نويرة والمدير الفنى لبيت الغناء العربى فى وزارة الثقافة مهرجان الموسيقى العربية الذى يحتفل هذا العام بعيده ال18. ويشير فاروق إلى أن هناك حالة من التراجع نلمسها فى دور فرقة الموسيقى العربية التى تحولت إلى مجرد فرقة تصاحب نجوم الغناء فى المهرجان، تاركة مهام إحياء تراث وثقافة الوطن لآخرين، معربا عن عدم رضائه عن تلخيص التراث الموسيقى العربى فى أغانى عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم فقط، بينما اختفت تماما القوالب التراثية من الأدوار والموشحات والطقاطيق. وأكد فاروق أنه تقدم بمذكرة احتجاج لرئيس الأوبرا د.عبدالمنعم كامل على استبعاد صولستات فرق الأوبرا من عروض المهرجان، محذرا فيها من فقدان المهرجان لهويته الثقافية، بالإفراط فى تقديم الأعمال المعاصرة لنجوم الغناء، فيما انتقد غياب أسماء العديد من المطربين العرب الذين يجب استضافتهم لتقديم أشكال التراث الموسيقى فى بلادهم، وقال إن مهرجان الموسيقى العربية هو مهرجان ثقافى ليس منوطا به تحقيق أرباح مادية خاصة أنه ممول من الدولة لإحياء التراث. على جانب آخر شهدت ليالى المهرجان مفاجآت كان فى مقدمتها الدويتو الذى قدمه المطرب محمد الحلو مع الفنان خالد سليم على مسرح سيد درويش أوبرا الإسكندرية وقدما خلاله أغنية «يا حبيبى» التى طلب الجمهور إعادتها أكثر من مرة، واتفقا النجمان على إعادتها فى حفل المسرح الكبير الأسبوع المقبل. وفى القاهرة افتتح المهرجان المطرب السورى صفوان بهلوان بليلة مع أغانى موسيقار الأجيال منها «كليوباترا» و«أهون عليك» و«أحب عيشة الحرية» و«كان أجمل يوم» و«إيه انكتب ليه» و«إيه جرى يا قلبى»، وجاء الحفل كامل العدد ليكذب ادعاءات من يروجون لفكرة ضرورة الاستعانة بنجوم سوق الكاسيت فى إحياء ليالى المهرجان باعتبار ذلك مطلبا جماهيريا، يضمن نجاح المهرجان، وهو ما حول دوراته السابقة إلى برنامج حفلات غنائية تجارية. وحرص فاروق حسنى وزير الثقافة على حضور حفل الافتتاح فى مسرح الأوبرا الكبير وتسليم دروع الأوبرا للمكرمين وفى مقدمتهم الدكتور ناصر الأنصارى رئيس الأوبرا الأسبق الذى رحل عن عالمنا الأسبوع الماضى بعد عمر حافل بالإنجازات، وكان فى مقدمتها إقامته لهذا المهرجان الذى كان فكرته، عندما أرادت دار الأوبرا إيجاد مؤسسة فنية تدافع عن الهوية وأصالة الموسيقى فى الوطن العربى، لعب الأنصارى دور الأب الروحى للمهرجان حتى انطلق وأصبح واحدا من أهم مهرجانات الغناء بالوطن العربى. وكرم الوزير أيضا الفنانين المطرب إيمان البحر درويش والفنان صفوان بهلوان وعازف الكمان اللبنانى جهاد عقل وعازف القانون المصرى ماجد سرور والمايسترو خالد فؤاد والشاعر الغنائى مصطفى الضمرانى والملحن وليد سعد والإذاعية سامية صادق والكاتب الصحفى مجدى عبدالعزيز وفنان الخط العربى صلاح عبدالخالق. فى واقعة تعد الأولى من نوعها عرض المهرجان فيلما وثائقيا يلقى الضوء على ملامح المهرجان منذ نشأته وأهم نجوم الطرب الذين شاركوا فى دوراته السابقة، كما قدم نبذة عن الشخصيات المكرمة خلال الدورة الحالية.