أكد الدكتور أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، أن أزمة كورونا التي اجتاحت العالم، هى امتحان جاد يضع الإنسان المعاصر أمام تحديات جسام على جميع الأصعدة والناجح في هذا الاختبار هو النموذج البشري الأكثر علمًا ومعرفة وتحكمًا في تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين خاصة في العملية التعليمية. وأضاف العبد -في كلمته خلال المؤتمر العلمي (الإلكترني الدولى) بعنوان "واقع ومستقبل التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي في ضوء انتشار جائحة كورونا"، والذي نظمته جامعة الإسراء بغزة، اليوم الثلاثاء، تحت إشراف وزارة التعليم العالى والبحث العلمي بفلسطين- أن هذا المؤتمر جاء لوضع حلول للتحديات التي تواجه التعليم العالي خلال وبعد أزمة كورونا. وأكد العبد ضرورة أن تساير جامعاتنا ومعاهدنا التعليمية ما استجد من ظروف، حيث أن التعليم عن بعد يجسد مرحلة استشرافية واستكشافية لملامح المستقبل في التعليم، وبات من الواجب أن نبذل نحن العلماء جُهداً كبيرا في تطبيق مبادرة التعليم عن بُعد، ووضع آليات محكمة دقيقة لتنفيذها عبر الشبكات وأجهزة الحاسوب بين أطراف العملية التعليمية ودراسة التحديات وتذليل الصعاب وتقدير التداعيات المحتملة وطرح البدائل للسياسات بغرض دعم صانعي السياسات ومتخذي القرار حتى تستقيم الحياة. وقال إننا في رابطة الجامعات الإسلامية نحرص بدقة على تفعيل دور الجامعات الإسلامية في شتى مناحي الحياة لخدمة أغراض التقدم والتنمية وازدهار مجتمعاتنا وإحلال السلام العالمي لا سيما وأن جامعاتنا تمتلئ بالكفاءات العلمية القادرة على الإسهام في ذلك وفي مجابهة كافة التحديات والتعامل معها بما يخدم الأوطان. وأشار العبد إلى أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية بالغة لأنه يعنى بدراسة تداعيات وتحديات كبرى خلفتها أزمة جائحة كورونا في شتى مناحي الحياة، لاسيما مؤسسات التعليم عامة والإسلامي خاصة كما أنه يعقد بمشاركة عدد كبير من رجال التعليم الجامعي الإسلامي المنتشرة في العالم واتحاد الجامعات العربية وذوي الاختصاص بالجهات المعنية بتقدم العملية التعليمية بجميع أركانها في جامعة الإسراء المتقدمة الرائدة المتميزة، في العلم والمعرفة والبحث العلمي. وأشار الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إلى ضرورة استثمار المؤتمر لإحداث ترابط وتنسيق كامل بين كل القطاعات في الجامعات والمجتمعات المسلمة بما يمكن علماء المجتمعات والجامعات الإسلامية من أن يكون لهم إسهام علمى عالمي حضاري مرموق في مواجهة الأزمات خاصة ما يتعلق بالتعليم العالي الإسلامي، فهو ركيزة أساسية للاعتدال والوسطية وتحقيق الأمن والسلام. وأوضح أن ميدان التعليم من أهم الميادين التي عُنى بها ديننا الحنيف وحث عليها كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فالتعليم أساس نهضة الشعوب وهو المحرك الرئيس لتطور الحضارات وأساس بناء الأجيال لمستقبل يسوده الأمن والسلم، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية كانت لها الريادة على غيرها من الحضارات في مجال العلم والمعرفة ويشهد التاريخ بذلك. وأشار العبد إلى أن التحول من الأنظمة التقليدية في مجالات الحياة إلى الحياة الرقمية يعد من أهم سمات المجتمع المتحضر ودليل على رقي هذا المجتمع وتقدمه، حيث إن المتتبع لتطور الحياة في العالم الرقمي يلحظ اهتمام الدول على إعلاء مستوياتها ضمن تخطيط محكم لنشر مجالات المعلوماتية بكافة مناحي الحياة. وقال إن هناك تجارب عالمية رائدة لدول عديدة دشنت مشروع المدارس الذكية كاليابان وأمريكا وماليزيا واستراليا ودول الخليج كالإمارات العربية وسلطنة عمان والسعودية وسنغافورة قد قامت بتسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع التعليم، وفنلندا تمتلك أفضل نظام تعليمي في العالم. وأكد أنه يجب علينا أن نقرأ أسرار التجارب الرائدة قراءة متأنية ونستفيد منها بما يناسب تطلعاتنا في هذا البلد الذي يبحث وبشغف عن تطور لايقل أهمية عن الذي وصلته فنلندا أو غيرها من الدول المتقدمة في مجال التعليم عامة والتدريب التقني.