نشرت مؤسسة The Magnes Zionist مقالا للكاتب Jerry Haber... نعرض منه ما يلى. كان رد الفعل على مقال بيتر بينارت الذى طالب فيه بوطن للجميع، الإسرائيليين بجانب الفلسطينيين، وأنه لا يؤمن بوجود دولة يهودية متوقعًا. فالذين لا يؤمنون بما يسمى «حل الدولتين»، أى لا يؤمنون بتقسيم عادل لجغرافيا كل من إسرائيل/ فلسطين وكذلك تقسيم عادل للموارد، بجانب وجود قدرة عسكرية لكلتا الدولتين، قاموا باتهام بينارت بأبشع الاتهامات. وللحق، هذا أمر متوقع ممن يسيطر عليهم الرغبة فى طرد وقتل الفلسطينيين. وبالنسبة لمسألة «المساواة فى الحقوق» فهى ساذجة بالنسبة لهم ويجب المحافظة على السيادة اليهودية بأى ثمن. أشار الكثيرون إلى أن حل الدولة الواحدة الذى اقترحه بينارت هو أمر خيالى بالضبط مثل مسألة «حل الدولتين». إن إسرائيل كدولة لن تتنازل أبدًا عن أى قوة حقيقية للفلسطينيين ما لم توافق الأخيرة على الضم، والسبب فى ذلك هو أن الصهيونية التى هى شريان حياة إسرائيل بطبيعتها غير ليبرالية وتمييزية وغير أخلاقية. أما عن ما يقال: «فى النهاية، الضم سيؤذى إسرائيل» فهو أمر يدعو للضحك. يقول الكاتب «لن أعلق على تفاصيل مقال بينارت. وجهة نظرى هى أن المسألة الآن ليست دولة واحدة مقابل دولتين، بل كيفية تمكين الفلسطينيين من العيش بحرية وأمان فى وطنهم، فلسطين. وبالطبع أشير إلى جميع الفلسطينيين الذين اختاروا العيش معنا. علاوة على ذلك، بصفتى يهوديًا إسرائيليًا، فإن مشكلتى هى المسئولية الجماعية التى نتحملها نحن اليهود الإسرائيليين تجاه الأشخاص الذين امتلكنا أرضهم والذين سيطرنا على حياتهم. والإجابة قصيرة: نتحمل الكثير». والآن، كيف على اليهودى التقدمى الأمريكى، الذى يؤمن بالمساواة فى الحقوق بين جميع المواطنين وتطبيق قانون واحد عليهم أن يرتبط بدولة إسرائيل الحالية؟ الجواب الأول هو ببساطة الابتعاد عن الدولة. لا تحتفل بأعيادها أو تحزن على خسارة جنودها الذين يسقطون فى مواجهاتهم مع الفلسطينيين. لا تدعمها سياسيا. لا تنظر إليها على أنها مكان لجوء اليهود من الاضطهاد، لأنه عندما يقوم اللاجئ بالسيطرة والتمييز ضد الآخرين وهذا بالضبط ما فعلته الدولة الصهيونية طوال فترة وجودها فإن الاضطهاد هو ما يستحقونه هؤلاء اللاجئون الإسرائيليون. الجواب الثانى هو الانضمام إلى صفوف الفلسطينيين وذلك بعدة طرق، مثل تأييد حركة الحقوق المدنية الخاصة بهم، وحركة مقاطعة إسرائيل BDS وفرض العقوبات عليها، وكذلك وقف الاستثمارات داخلها، أيضا يمكن التبرع بالمال لمساندة القضايا الفلسطينية، وتوعية العالم بمدى محنتهم، وما إلى ذلك. وهذا يعنى، ضمن أمور أخرى، بناء تحالفات مع فلسطينيين أمريكيين. تقول التوراة: «لا تكره أخاك فى قلبك»، إنه «أخوك فى الوصايا»، أى ليس أخوك فى الدم، وهو يعمل على تنفيذ الوصايا معك. ما الوصايا؟ الحد الأدنى، الضرورات الأخلاقية التى نحن البشر، عموما، أمرنا الله باتباعها ومحاولة تطبيقها فيما بيننا، فهى مصدر الخير. يجب أن يتخلى اليهود التقدميون فى أمريكا عن دولة إسرائيل، ولكن ليس عن الإسرائيليين أو أولئك الذين يدعمونهم. أقصد أولئك الإسرائيليين البارّين المعتدلين واليهود والمواطنين الفلسطينيين، الذين يحاولون تغيير الأشياء للحصول على واقع أفضل. أما بالنسبة لليهود الإسرائيليين الآخرين، فيجب معاملتهم كأفراد عائلة مرفوضين طالحين يؤمنون بالتفرقة العنصرية المدانة. يمكن أن يُنظر إليهم على أنهم أطفال نشأوا أسرى لأخلاق عرقية قومية يحتاجون إلى إعادة تأهيلهم كى يصبحوا أفضل خلقا. ملحوظة أخيرة.. لطالما كان بيتر بينارت مدفوعًا فى كتاباته العامة عن إسرائيل من خلال قناعاته الأخلاقية، وأكيد، فهمه للتوراة وما يطلبه من اليهود فى حياتهم. أقول ذلك حتى عندما كنت غير متفق معه فى الماضى، عندما ناقشنا بوضوح مسألة المساواة الفلسطينية، التى هى الآن هدفه. وكانت ريبيكا فيلكومرسون محقة فى الإشارة إلى أن الكثير مما يقوله بينارت قد قالته منظمة الصوت اليهودى من أجل السلام والتى تشغل منصب مديرته الآن، وكان، فى رأيى، ما يقوله بينارت غير قابل للنقاش، واتسم حينها بينارت بعدم التسامح نتيجة عدم قبوله مواقف وآراء خصمه. يمكنه بالتأكيد تصحيح هذا الانطباع إذا شاء. ولكن ما يقوله بينارت مواربة وجدال فارغ. يناقش بينارت حجته من شقته فى نيويورك. حسنًا، أنا أعيش فى القدس، فوق منزل استولت عليه الدولة من أصحابها الشرعيين فى صراع طويل لاحتلال القدس، وفى انتهاك لخطة التقسيم التى من المفترض أنها قبلتها. ومع ذلك، لا أعتقد أن ما ينادى به بينارت يعد أكثر أخلاقية مما أتحدث عنه. فى النهاية، أن تكون فى صف الضحية أمر مزرى ولكن أن تكون فى صف الجانى هو أمر أشد. بيتر بينارت يدرك ذلك. لكن العديد من منتقديه لا يدركون. إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد النص الأصلى https://bit.ly/3jppvZm