في الوقت الذي لم تخرج تظاهرة واحدة لنصرة الفلسطينيين في القاهرة لأول مرة في التاريخ، ضد المذابح الصهيونية في قطاع غزة وقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، بسبب حالة القمع التي يحكم بها نظام عبد الفتاح السيسي المصريين، خرجت تظاهرة لليهود في قلب واشنطن من أجل شهداء غزة. وطالب اليهود المتظاهرون في أمريكا بالعودة إلى حقيقة دينهم . فقد أدت المجزرة التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون وراح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين في غزة هذا الأسبوع، إلى جولة جديدة من الاحتجاجات من قِبل مجموعات يهودية أمريكية تقدمية تعترض على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. ووصف المحتجون إدارتي دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو معاً بأنهما من أعداء السلام في المنطقة، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية. وبدأت مجموعات مثل صوت اليهود من أجل السلام، واليهود من أجل العدالة العِرقية والاقتصادية وغيرها، الأنشطة الاحتجاجية – المسيرات والوقائع الاحتجاجية والاجتماعات المجتمعية – في أواخر مارس 2018، عندما قتلت القوات الإسرائيلية 17 فلسطينياً وأصيب 1400 على الأقل بجروح في غزة. نحمي الجنود من الاختطاف وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها "تحمي مواطنيها من الآلاف من مثيري الشغب والعنف من غزة، الذين كانوا يحاولون كسر السياج الحاجز والعبور إلى إسرائيل، بهدف قتل أو خطف الإسرائيليين". وتكرر هذا التبرير وضُخِّم يوم الثلاثاء 15 مايو 2018 من قِبل نيكي هيلي، سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، ولجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية، ورابطة مكافحة التشهير، وغيرها من المؤسسات ذات النفوذ في الولاياتالمتحدة. لكنَّ هذه المنظمات تتعرض لانتقادات، على نحو متزايد، من قِبل المجموعات التي تضم أعضاء أصغر سناً ووجهات نظر مختلفة حول ما يعنيه دعم الدولة اليهودية. وبعد استشهاد أكثر من 50 متظاهراً فلسطينياً يوم الإثنين 14 مايو 2018 في غزة، قال إيثان ميلر، المتحدث باسم التظاهرات التي تم تنظيمها "ندين العنف الذي يُرتكب باسمنا. لن نجلس مكتوفي الأيدي بينما تُرتكب هذه الجرائم". وأضاف: "سنقوم في الواقع باتخاذ إجراءات وبناء حركة داخل مجتمعاتنا؛ للتأكد من أننا لم نعد جزءاً من دعم الاحتلال، وسيعمل مجتمعنا بنشاط ضده". وقد انتقدت ريبيكا فيلكومرسون، المديرة التنفيذية لصوت اليهود من أجل السلام، بالتزامن مع احتفالية افتتاح السفارة الأمريكية، التي حضرها كل من إيفانكا ترامب وغاريد كوشنر، مقتل الفلسطينيين. وقالت: "أعتقد أن يوم الإثنين كان أحد أكثر الأيام المشينة في تاريخ العلاقة الإسرائيلية مع الفلسطينيين. مع الاحتفال بضم القدس، كان الفلسطينيون يُقتلون! والغالبية العظمى منهم من اللاجئين". وأضافت: "لقد تم إطلاق النيران عليهم لمجرد احتجاجهم للمطالبة بحقوقهم الأساسية من أجل العيش بكرامة وحرية. فكرة أن يتم ذلك باسمنا، أو أن يكون مبرراً باسمنا، غير مقبولة على الإطلاق". مظاهرات تقطع الطرق في واشنطن وقام نحو 100 متظاهر ينتمون إلى If Not Now بقطع طريق بنسلفانيا في واشنطن العاصمة ساعتين يوم الإثنين 14 مايو 2018، مردِّدين: "أوقِفوا العنف" وغيرها من الشعارات. وقد ساعدت مجموعة "صوت اليهود من أجل السلام" في تنظيم 45 فعالية بجميع أنحاء الولاياتالمتحدة منذ نهاية مارس 2018، حسبما قالت فيلكومرسون. وعُقدت يوم الإثنين فعاليات في نيو هيفن بولاية كونيتيكت؛ ومونتكلير في نيو جيرسي، وفيلادلفيا، وبوسطن، ووسط أوهايو، وواشنطن العاصمة ومدينة نيويورك. كونوا ليبراليين بعيداً عن إسرائيل وتزايد القلق بشأن الشقاق بين اليهود الأمريكيين واليهود الإسرائيليين على مدى العقد الماضي . فقد وجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2013 انخفاضاً في الارتباط بإسرائيل بين اليهود الأمريكيين غير المتدينين. وقال 38% فقط من المشاركين في الاستطلاع من اليهود الأمريكيين، إن الحكومة الإسرائيلية تبذل جهوداً مخلصة لإحلال السلام مع الفلسطينيين. المحرر والكاتب بيتر بينارت، بمقالة مؤثرة في عام 2010 بعنوان "فشل المؤسسة اليهودية الأمريكية"، قال إنه "على مدى عدة عقود، طلبت المؤسسة اليهودية من اليهود الأمريكيين أن ليبراليتهم يجب أن تقف عند حدود الصهيونية، ولكن ما هالهم الآن هو أنهم وجدوا أن العديد من الشباب اليهود قد تخلوا عن صهيونيتهم بدلاً من ذلك". وقالت الجماعات اليهودية الأمريكية التقدمية إنها شهدت خلافات مع مجموعات أكثر رسوخاً. لقد أصبحنا أكثر يهودية ، وتقول فيلكومرسون: "في كثير من الأحيان، تتعرض المنظمات -مثل صوت اليهود من أجل السلام- للكثير من الضغوط من قِبل المؤسسات اليهودية؛ لأننا نتحدث بقوة على الحقوق الفلسطينية".