مبيعات الكتاب تحطم الأرقام القياسية على «أمازون» وعلى قوائم انتظار المكتبات حتى قبل صدوره إدارة «ترامب» ترفع دعوى قضائية في اللحظة الأخيرة لعرقلة نشر الكتاب على الرغم من محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتواصلة وقف نشر كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون، والمُقرر نشره يوم الثلاثاء المقبل الموافق 23 من شهر يونيو، والتي تضمنت الطعن في الكتاب، ووصف كاتبه بالشخص «المعتوه»، و«المُختنِق ذاتيًا بأهميته الخاصة»، إلا أن طلبات شراء الكتاب عبر الإنترنت، وجميع المكتبات عبر دول العالم كبريطانيا وكندا وأستراليا وأوروبا حطّمت الأرقام القياسية حتى قبل طرح الكتاب في الأسواق. ووفقًا لمجموعة من أبرز الصحف العالمية على غرار صحيفتيّ «النيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، فإن الكتاب يتصدّر حاليًا قائمة مبيعات موقع «أمازون»، يليه مباشرة كتاب آخر مثير للجدل قامت بكتابته ابنة أخت «ترامب»، ماري ترامب، والمُقرر صدوره يوم 28 من شهر يوليو المقبل، بعنوان « Too Much and Never Enough »، والتي تصف من خلاله كيف أنشأت عائلتها أكثر الرجال خطورة في العالم على حد وصفها. وتفوّق كلا الكتابين على مبيعات الكتب المناهضة للعنصرية التي تصدّرت قوائم «أمازون» و«النيويورك تايمز» منذ واقعة مقتل الأمريكي الأسمر جورج فلويد على يد رجال الشرطة وحتى الآن، والتي ضمت كتبا مثل: «كيف تصبح مناهضًا للعنصرية» للكاتب الأمريكي إبرام إكس كينيدي، و«الهشاشة البيضاء»، للكاتبة الأمريكية روبين ديانجيلو ، و«إذن فأنت تود الحديث عن العِرق»، للكاتبة الأمريكية إيهوما أوليو. ونجحت حكومة «ترامب» في الضغط على الصحف العالمية؛ من أجل تقديم المراجعات النقدية التي تدين الكتاب وتُشوِّه صورة «بولتون» قبل النشر؛ فذكرت صحيفة «الواشنطن بوست» أنه «برغم صراحة المذكرات المذهلة حول العديد من الأشياء، فإن افتقار بولتون التام للنقد الذاتي وعصمة نفسه من الأخطاء هو أحد أوجه القصور المهمة في الكتاب»، وقالت الإذاعة العامة الوطنية الأمريكية NPR إنه «من الواضح أن بولتون لا يسعى لجذب القارئ العادي، أو أي شخص آخر غير مُتمرِّس في السياسة ومفاهيمها المُعّقدة»، نقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية. وقامت دار نشر الكتاب «سيمون آند شوستر» بتوزيع مئات آلاف من نسخ الكتاب للمكتبات حول العالم، كما تم تسريب أبرز المعلومات الموجودة به لوسائل الإعلام والصحف المختلفة، والتي أكدت بدورها وجود سلسلة من الإدعاءات التي ستقلب العالم رأسًا على عقب؛ فقد تحصّلت صحيفتيّ «النيويورك تايمز »، و«وول ستريت جورنال» على نسخ PDF من الكتاب، ومن بين الإدعاءات أن «ترامب» طلب المساعدة من الصين خلال حملة إعادة انتخابه عام 2020 ، وأشاد باستعمال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، معسكرات الاعتقال في بلاده، ووصفها ب «الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله»، وكان على استعداد لنبذ التحقيقات الجنائية من أجل «محاباة بعض الدكتاتوريين الذين يروقون له»، ما دفع وزارة العدل الأمريكية يوم الأربعاء الماضي إلى رفع دعوى قضائية لمحكمة الطوارئ لمنع نشر مذكرات «بولتون». وأشعل «ترامب» موقع «تويتر» بمجوعة من التغريدات حول الكتاب؛ فقال أنه «لا يحوي سوى الأكاذيب والقصص المزيفة»، وأضاف أن كل ما يقوله «بولتون» هو «مجموعة من الأكاذيب والتلفيقات التي لا أساس لها من الصحة، ولا تهدف سوى لجعله يبدو بصورة سيئة»، نقلًا عن موقع BBC الإخباري. وقد تقرر أن يواجه محامو مستشار الأمن القومي السابق ممثلي وزارة العدل اليوم الجمعة، هذا وقد سبق أن رفعت الوزارة دعوى قضائية يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل سبعة أيام من موعد صدور الكتاب المُرتقب في 23 يونيو الجاري، تهدف للتحفظ على جميع أرباح «بولتون» من الكتاب المُكوّن من 592 صفحة، بما في ذلك مبلغ مقدم مقداره 2 مليون دولار. ولم ترفع الحكومة دعوى قضائية ضد دار الناشر «سيمون آند شوستر»، لكنها قالت في مرحلة سابقة أنه إن قضت المحكمة بوقف نشر الكتاب، فإن الأمر يجب أن يُلزم الناشر والمكتبات أيضًا، حسبما أفادت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية. وفي مناورة سياسية في خضم المعركة المشتعلة بين الطرفين، قدم مستشار الأمن القومي السابق طلبًا في المحكمة الفيدرالية يطلب فيه من القاضي رفض دعوى قضائية قدمتها إدارة ترامب في اللحظة الأخيرة تهدف إلى عرقلة نشر الكتاب، نقلًا عن شبكة CNBC الإخبارية. ومن بين إدعاءات بولتون التي ورد ذكرها في الكتاب، أن الرئيس «ترامب» شدد على تأثير التعاون بين البلدين، أمريكاوالصين، إبان فترة الانتخابات، وأكد أن زيادة مشتريات الصين من فول الصويا والقمح أثر على نتائج الانتخابات. وقال «بولتون» إن «ترامب» كان على استعداد لمساعدة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قضية تتعلق بإحدى الشركات التركية، وأضاف أن الرئيس الأمريكي وصف غزو فنزويلا ب«الأمر الرائع»؛ لأن الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية كانت «حقًا جزءا من الولاياتالمتحدة»، كما وصفها. وأردف أن «ترامب» لم يكن يعلم أن المملكة المتحدة تمتلك أسلحة نووية، كما سأل أحد كبار المساعدين ذات مرة عن إذا كانت فنلندا جزءًا من روسيا.