الكتاب يضم تفاصيل وأسرارا حول سياسة «ترامب» الداخلية والخارجية.. بالإضافة إلى محادثات جمعته بكبار المسئولين دعاوى قضائية لوقف نشر المذكرات.. ودار النشر تعلن عن جاهزية النسخ للتوزيع محامى «بولتون»: الكتاب حافل ب «المعلومات السرية» بالرغم من أن عملية مراجعته امتدت لمدة أربعة شهور حالة من الجدل صاحبت إعلان مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، جون بولتون، عزمه على نشر مذكراته «The Room Where It happened» يوم 23 من شهر يونيو الجارى، الأمر الذى قُوبل بعاصفة ضخمة من الاحتجاجات من قِبَل البيت الأبيض؛ وصلت إلى إقامة دعاوى قضائية ضد نشر مذكرات بولتون، بحجة احتواء المذكرات على العديد من التفاصيل الخاصة بسلوك الرئيس الحالى «ترامب» فى إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى بعض الاقتباسات من المحادثات التى جمعت «ترامب» بكبار المسئولين، والتى سمعها «بولتون» على لسان الرئيس مباشرة خلال فترة عمله فى البيت الأبيض قبيل أن يقوم «ترامب» بإقالته فى سبتمبر من العام الماضى إثر «خلافات سياسية حادة». الأمر الذي جعل الاتحاد الدولي للناشرين عبر لجنته الخاصة بحرية النشر تصدر بيانا تؤيد فيه نشر المذكرات؛ لأن" هذه النوعية من الكتب تستحق أن تنشر"، مهاجما لإدارة ترامب إعاقة حرية التعبير والنشر، وهي من مسلمات العملية الديمقراطية. وعن تلك المذكرات قال «بولتون» إن الكتاب سيضم سردا تفصيليا لكواليس علاقة حكومة «ترامب» بدول العالم المختلفة مثل الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، كما زعم أن الرئيس «ترامب» قام بتعليق منحة لأوكرانيا بمبلغ مالى قيمته 391 مليون دولارعلى هيئة مساعدات أمنية، حتى ترضخ لمطالبه بشأن فتح تحقيق حول نائب الرئيس السابق جو بايدن، وقد سبق وأن نفى «ترامب» كل الادعاءات الخاصة بإساءة استغلال سلطته من أجل الإطاحة سياسيًا ب «بايدن»، وهو الأمر الذى يُشكِّل الضلع الرئيسى فى محاكمته المُرتقبة. وفى تصريح خاص ل«وول ستريت جورنال» يوم الأربعاء الماضى، قال تشاك كوبر، محامى «بولتون» إن الكتاب الجديد الذى كان مقررا أن يصدر مارس الماضي لا يزال حافلًا بالمعلومات السرية بالرغم من أن عملية مراجعته وتنقيحه امتدت على مدار أربعة أشهر كاملة. وأضاف أن مجلس الأمن القومى الأمريكى بالغ بشدة فى إجراءات مراجعة ما قبل النشر الخاصة بالكتاب؛ حيث إن اللوائح تنص فى الأساس على عدم المراجعة إلا للضرورة؛ تجنبًا «لإحراج الشخص/الأشخاص الوارد ذكر اسمه/أسمائهم فى الكتاب محل المراجعة»، حتى وإن كانت تلك المراجعة تهدف لحماية أسرار الأمن القومى، ولكن البيت الأبيض قد خرق القانون بشكل سافر حين قام بمراجعة الكتاب مرارًا وتكرارًا، مُنتهكًا بذلك «الحق الأول والخامس المكفولين ل «بولتون» فى الدستور الأمريكي»، كما جاء على لسان محاميه. وأوضح «كوبر» أن «بولتون» كان حريصًا فى كتابه الجديد على تجنب الكشف عن أية معلومات «فائقة السرية»، خاصة تلك التى تمس الأمن القومى بصورة مباشرة. وفى محاولة لتأخير نشر الكتاب، قام الرئيس الأمريكى «ترامب» يوم الإثنين الماضى بتوجيه اتهام رسمى ل «بولتون» بانتهاك سياسة المعلومات السرية من خلال المضى قدمًا فى نشر الكتاب، وهدد الرئيس ترامب «بولتون» برفع عدة دعاوى قضائية جنائية ضده إذا صمم على موقفه من النشر، كما قامت وزارة العدل بتحريك دعوة قضائية ضده بسبب تسريب معلومات فائقة السرية من البيت الأبيض دون الحصول على موافقة، وهى جريمة فيدرالية من الدرجة الأولى، كما طلبت وزارة العدل من أحد القضاة إصدار مرسوم قضائى رسمى بمنع «بولتون» من نشر الكتاب، وإلزامه بإقناع دار النشر «سيمون آند شوستر» بسحب الكتاب من المطبعة، والتخلص من جميع النسخ حتى صدور حكم نهائى. واتهمت وزارة العدل «بولتون» بخرق الاتفاقية التى أقرّها حين تولى منصبه كمستشار للأمن القومى الأمريكى عام 2018، والتى تعطى الحكومة الحق فى مراجعة أى نص قيد النشر. ومن جانبها، أعلنت دار النشر «سيمون آند شوستر» عن جاهزية بعض النسخ للتوزيع، متجاهلة بذلك الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها، ووصف أحد المتحدثين باسم الدار ما يحدث ب «محاولة فاشلة أخرى من إدارة ترامب بمنع نشر أحد الكتب لمجرد أنه لا يروق للرئيس». وقال نائب رئيس دار النشر الخاصة بالكتاب «سايمون آند شوستر» خلال بيان صحفى تابع لموقع «أكسيوس» الأمريكى الإخبارى: «لقد عمل «بولتون» بجِد خلال الأشهر التى سبقت نشر كتابه بالتعاون مع مجلس الأمن القومي؛ لإدخال بعض التعديلات على النص بسبب مخاوفه من ثقل المعلومات التى يقدمها للعامة، وقد اتفق الاثنان على النسخة النهائية للنشر، ومن هذا المنطلق، تؤكد دار نشر سايمون آند شوستر دعمها الكامل لحق السفير «بولتون» فى كشف خبايا الوقت الذى قضاه فى البيت الأبيض، وهو الحق المكفول له بموجب المادة الأولى من الدستور الأمريكي». وأردف أن «بولتون» يقدم للساحة السياسية شهادة حية من قلب الحدث على عملية صنع القرار الخاصة بالرئيس الحالى، دونالد ترامب، والتى تتسم ب «التناقض والتخبط»، نقلًا عن صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية، إلا أن كوبر إن جون آيزنبرج، المحامى الأبرز فى مجلس الأمن القومى، قال إنه قام بإبلاغ «بولتون» يوم الاثنين الماضى أن نشر الكتاب على هيئته الحالية سيؤدى إلى موجة من البلبلة وزعزعة الأمن العام؛ بسبب احتواءه على معلومات لا يجوز الكشف عنها تحت أى ظرف. يذكر أن «بولتون» عمل سفيرًا للولايات المتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة أثناء ولاية الرئيس جورج دبليو بوش، وهو أحد أبرز أعلام تيار المحافظين، بالإضافة لكونه شريكًا مساهمًا فى قناة «فوكس نيوز» التليفزيونية الإخبارية.