مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق يكشف كواليس تعامل «ترامب» مع السُلطة داخل البيت الأبيض الكتاب يضم تفاصيل وأسرار حول سياسة «ترامب» الداخلية والخارجية.. بالإضافة إلى محادثات جمعته بكبار المسئولين أقاله «ترامب» في سبتمبر الماضي إثر «خلافات سياسية حادة».. وعاد بقوة ليكشف المستور في إدارته في يونيو الحالي «بولتون»: «ترامب» قام بتعليق مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة 391 مليون دولار؛ حتى ترضخ لمطالبه في الإطاحة بنائب الرئيس السابق جو بايدن مجلس الأمن القومي يتدخل لمراجعة الكتاب قبل النشر محامي «بولتون»: الكتاب الجديد حافل ب «المعلومات السرية» بالرغم من أن عملية مراجعته امتدت لمدة أربعة شهوركاملة أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، عقده العزم على نشر مذكراته التي تحمل عنوان «The Room Where It happened » يوم 23 من شهر يونيو الجاري، الأمر الذي قُوبل بعاصفة ضخمة من الاحتجاجات من قِبَل البيت الأبيض؛ بسبب احتواء المذكرات على العديد من التفاصيل الخاصة بسلوك الرئيس الحالي «ترامب» في إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما تتضمن المذكرات بعض الاقتباسات من المحادثات التي جمعت «ترامب» بكبار المسئولين، والتي سمعها «بولتون» على لسان الرئيس مباشرة خلال فترة عمله في البيت الأبيض قبيل أن يقوم «ترامب» بإقالته في سبتمبر من العام الماضي إثر «خلافات سياسية حادة». وقال «بولتون» إن الكتاب سيضم أيضًا سرد تفصيلي لكواليس علاقة حكومة «ترامب» بدول العالم المختلفة مثل الصين وروسيا وأوكرانيا وكوريا الشمالية وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. كما زعم أن الرئيس «ترامب» قام بتعليق منحة لأوكرانيا بمبلغ مالي قيمته 391 مليون دولار على هيئة مساعدات أمنية، حتى ترضخ لمطالبه بشأن فتح تحقيق حول نائب الرئيس السابق جو بايدن، وقد سبق وأن نفى «ترامب» كل الإدعاءات الخاصة بإساءة استغلال سلطته من أجل الإطاحة سياسيًا ب «بايدن»، وهو الأمر الذي يُشكِّل الضلع الرئيسي في محاكمته المُرتقبة. وفي تصريح خاص لجريدة «وول ستريت جورنال» يوم الأربعاء الماضي، قال تشاك كوبر، محامي «بولتون» إن الكتاب الجديد لا يزال حافلًا بالمعلومات السرية بالرغم من أن عملية مراجعته وتنقيحه امتدت على مدار أربعة أشهر كاملة. وأضاف أن مجلس الأمن القومي الأمريكي بالغ بشدة في إجراءات مراجعة ما قبل النشر الخاصة بالكتاب؛ حيث أن اللوائح تنص في الأساس على عدم المراجعة إلا للضرورة؛ تجنبًا «لإحراج الشخص/الأشخاص الوارد ذكر اسمه/أسمائهم في الكتاب محل المراجعة». واستطرد: حتى وإن كانت تلك المراجعة تهدف لحماية أسرار الأمن القومي، ولكن البيت الأبيض قد خرق القانون بشكل سافر حين قام بمراجعة الكتاب مرارًا وتكرارًا، مُنتهكًا بذلك «الحق الأول والخامس المكفولين ل«بولتون» في الدستور الأمريكي»، كما جاء على لسان محاميه. وكان من المقرر نشر الكتاب في مارس الماضي، لكن البيت الأبيض نجح في إرجاءه حتى الآن، وقد أثار «بولتون» حملة انتقادات واسعة بسبب التزامه بالصمت خلال التحقيق الخاص بمجلس النواب والمحاكمة التي عقدها مجلس الشيوخ، وهي الفترة التي بدأت فيها الشائعات بالرواج حول انتواءه نشر معلومات سرية للغاية متعلقة بفضيحة أوكرانيا. وأوضح «كوبر» أن «بولتون» كان حريصًا في كتابه الجديد على تجنب الكشف عن أية معلومات «فائقة السرية»، خاصة تلك التي تمس الأمن القومي بصورة مباشرة. على صعيد آخر، قال كوبر إن جون آيزنبرج، المحامي الأبرز في مجلس الأمن القومي، إنه قام بإبلاغ «بولتون» يوم الاثنين الماضي أن نشر الكتاب على هيئته الحالية سيؤدي إلى موجة من البلبلة وزعزعة الأمن العام؛ بسبب احتواءه على معلومات لا يجوز الكشف عنها تحت أي ظرف. وقال نائب رئيس دار النشر الخاصة بالكتاب «سايمون آند شوستر» خلال بيان صحفي تابع لموقع «أكسيوس» الأمريكي الإخباري: «لقد عمل «بولتون» بجِد خلال الأشهر التي سبقت نشر كتابه بالتعاون مع مجلس الأمن القومي؛ لإدخال بعض التعديلات على النص بسبب مخاوفه من ثقل المعلومات التي يقدمها للعامة، وقد اتفق الاثنان على النسخة النهائية للنشر، ومن هذا المنطلق، تؤكد دار نشر سايمون آند شوستر دعمها الكامل لحق السفير «بولتون» في كشف خبايا الوقت الذي قضاه في البيت الأبيض أثناء تولي «ترامب» منصب الرئاسة، وهو الحق المكفول له بموجب المادة الأولى من الدستور الأمريكي». وأردف أن «بولتون» يقدم للساحة السياسية شهادة حية من قلب الحدث على عملية صنع القرار الخاصة بالرئيس الحالي، دونالد ترامب، والتي تتسم ب «التناقض والتخبط». يذكر أن «بولتون» عمل سفيرًا للولايات المتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة أثناء ولاية الرئيس جورج دبليو بوش، وهو أحد أبرز أعلام تيار المحافظين، بالإضافة لكونه شريكًا مساهمًا في قناة «فوكس نيوز» التليفزيونية الإخبارية. وفي إشارة تحدي واضحة ل «ترامب»، سخر «بولتون» من رب عمله السابق والرئيس الحالي عبر وضع عبارة مستفزة على الغلاف الخلفي للكتاب، وهي: «فلنبدأ اللعب».