حذرت تقارير وتحليلات حديثة من أن الهندوباكستان، الجارتين اللتين تجمعهما تاريخ طويل من الصراعات، تسلكان طريقًا محفوفًا بالمخاطر، في ظل تهديد إسلام أباد بالرد على الضربات الجوية التي نفذتها نيودلهي داخل أراضيها، ما يزيد من احتمالات انزلاق الطرفين إلى دوامة من الهجمات المتبادلة قد تتطور إلى حرب شاملة. العملية التي نفذتها الهند يوم الأربعاء، داخل الأراضي الباكستانية تُعد الأعمق منذ حرب عام 1971 بين البلدين، وهي أكبر مواجهة مسلحة بينهما حتى الآن. ووصف فهد همايون، أستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة تافتس، وفقا لحديثه مع شبكة سي إن إن الأمريكية، الوضع بأنه "خطير ومتقلب بطبيعته"، مؤكدًا أن رد باكستان على الضربات الهندية بات مرجحًا بل وأقرب إلى أن يكون حتميًا. وتأتي الضربات الهندية بعد أكثر من أسبوعين على هجوم دموي في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، أسفر عن مقتل 26 شخصًا – معظمهم من المدنيين الهنود. وقد حمّلت نيودلهيإسلام أباد مسؤولية الهجوم، وهو ما نفته باكستان. وقالت باكستان، إن الهجمات الهندية يوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، بينهم أطفال، ووصفتها بأنها "عمل حربي". كما أعلنت أنها أسقطت 5 طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي وطائرة مسيّرة خلال العملية. لكن نيودلهي لم تؤكد هذه المزاعم، فيما لم تتمكن شبكة CNN من التحقق منها بشكل مستقل. ورغم أن الضربة الهندية لم تكن مفاجئة -إذ توقع المحللون تنفيذها وكان السؤال متى ستقع لا إن كانت ستقع- فإن المخاوف تتصاعد من احتمالية حدوث مزيد من التصعيد بين الجانبين المسلحين نوويًا خلال الساعات والأيام المقبلة. وقال ديريك جروسمان، محلل دفاعي كبير في مؤسسة راند الأمريكية لشبكة سي إن إن الأمريكية، "إذا تصاعدت وتيرة الحرب، حتى من دون الوصول إلى عتبة استخدام السلاح النووي، فإن العواقب ستكون وخيمة للغاية على شعبي الهندوباكستان، بل وعلى المنطقة والعالم بأسره". وقالت الهند في وقت مبكر من يوم الأربعاء، إنها شنت عملية عسكرية ضد باكستان، استهدفت "البنية التحتية" في كل من باكستان وكشمير التي تديرها باكستان، في تصعيد كبير للتوترات بين الجارين، مما يعتبر بمثابة إعلان رسمي لبدء الحرب بين الجارين وذلك ردًا على هجوم على السياح في كشمير التي تديرها الهند في 22 أبريل. الأحداث التي اشتعلت في الساعات الأولى من الأربعاء، كانت بدايتها في الثاني والعشرين من أبريل، عندما فتح مسلحون النار على سياح في وجهة سياحية شهيرة في منطقة بَهَا ألغام جبلية في كشمير التي تديرها الهند. وقُتل ما لا يقل عن 25 مواطنًا هنديًا وأحد المواطنين النيباليين في المذبحة التي وقعت في وادٍ لا يمكن الوصول إليه إلا سيرًا على الأقدام أو على ظهر الخيول. وتتهم الهندباكستان منذ فترة طويلة بإيواء جماعات إسلامية متشددة تستهدف كشمير، وهو ما تنفيه إسلام آباد. وقد أدت الهجمات التي شنها المسلحون في الماضي إلى تصعيد حاد في التوترات بين الجارين النوويين، اللذين لديهما مطالبات متنافسة على المنطقة الجبلية. بينما شنت الهند ضربات جوية داخل باكستان في عام 2019 عقب هجوم على جنود هنود من قبل المتمردين. ودائمًا ما كانت كشمير نقطة اشتعال في العلاقات بين الهندوباكستان منذ أن نال كلا البلدين استقلالهما عن بريطانيا في عام 1947.