أعلنت الكتل البرلمانية لأحزاب المعارضة التركية، أمس السبت، رفضها للاتفاق الأمنى الموقع بين أنقرة وحكومة طرابلس برئاسة فايز السراج، مشددين على ضرورة عدم تورط تركيا فى الحرب بليبيا، محذرين من توتر العلاقة بين أنقرةوموسكو بسبب ليبيا. وصدق البرلمان التركى، أمس، على الاتفاق الأمنى مع حكومة السراج بموافقة 269 عضوا مقابل اعتراض 125 ما يمهد الطريق أمام أنقرة لتقديم المزيد من الدعم العسكرى لطرابلس. ورفضت أحزاب المعارضة التركية داخل البرلمان وعلى رأسها حزب الشعب الجمهورى (أكبر أحزاب المعارضة)، تورط تركيا فى الحرب فى ليبيا لعدة أسباب منها أن ذلك يتعارض مع مصالح تركيا مع روسيا، محذرة من توتر العلاقات مع موسكو خاصة بعد تصريحات الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان بأن تركيا لا يمكن أن تلزم الصمت حيال «مرتزقة» مثل مجموعة فاجنر، التى تساندها روسيا وتدعم الجيش الليبى. وذكرت صحيفة «جمهورييت» التركية أن الخطوة الأخيرة لتركيا نحو ليبيا تنطوى على مطالبة بحصة من موارد البحر المتوسط من خلال اتفاقية ترسيم لحدود بحرية مع حكومة طرابلس. ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها جزء من استراتيجية «الوطن الأزرق» الأوسع نطاقا التى وضعها أميرال متقاعد مناهض للغرب يسمى إحسان صفا، تهدف إلى زيادة نفوذ تركيا فى بحر إيجة والبحر المتوسط، وهو مصطلح ذكر لأول مرة عام 2006 في مؤتمر عن الأمن البحري في مقر القيادة البحرية في تركيا. وكان رئيس حزب الشعب الجمهورى كمال كليجدار أوغلو، طالب حكومة بلاده بعدم إرسال جنود إلى ليبيا، وحثها على أخذ العبرة مما حدث فى الأزمة السورية. وركزت وسائل إعلام تركية موالية لأردوغان هذا الأسبوع الضوء على ليبيا، مصورة التحرك التركى نحو ليبيا بأنه للدفاع عن مصالح تركيا وحدود ساحلها الجنوبى، والعودة للجغرافيا العثمانية، ومحاربة لمعاهدة «سيفر» جديدة، فى إشارة إلى المعاهدة التى وقعتها الدولة العثمانية عام 1920 وتم بموجبها التخلى عن جميع الأراضى التى يقطنها غير الناطقين باللغة التركية. وانتقدت صحيفة «ينى شفق» حزب الشعب الجمهورى لموقفه الداعم للجيش الوطنى الليبى بقيادة حفتر، وتصدر عددها الجمعة الماضية عنوان «نحن ذاهبون إلى ليبيا». وفى صحيفة «أيدنليك»، التى يكتب بها الأميرال الذى ينسب إليه كتابة استراتيجية «الوطن الأزرق»، اعتبر صفا، أن النضال فى ليبيا حيوى بالنسبة للاستراتيجية وبالتالى الدفاع عن مصالح تركيا، مشترطا ألا تشارك القوات التركية فى القتال على الخطوط الأمامية.