تبدأ غدا السبت جولة الاجتماع الثالث لمفاوضات سد النهضة، بين الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، في الخرطوم، ويستمر حتى غدا الأحد، بمشاركة ممثلين عن البنك الدولى والولاياتالمتحدةالأمريكية بصفتهم مراقبين للاجتماعات. ويغادر مساء اليوم الجمعة، الوفد المصرى المعنى بمفاوضات سد النهضة برئاسة الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، من أجل عقد الاجتماع الثالث للمباحثات. ويبحث الوزراء النقاط العالقة الخاصة بالعناصر الفنية الحاكمة للملء والتشغيل، والتعامل مع حالات الجفاف، والجفاف الممتد، وإعادة الملء، إضافة إلى الآلية التنسيقية بين الدول الثلاث، واستكمال عرض وجهة نظر كل دولة فى هذه العناصر. وتجدر الإشارة إلى أن خارطة الطريق التى وضعها وزراء خارجية الدول الثلاث فى العاصمة الأميركية واشنطن، فى اجتماعهم الذى عقد 9 نوفمبر الماضى، وبرعاية وزير الخزانة الأميركية وحضور رئيس البنك الدولى، تضمنت عقد 4 اجتماعات فنية يتخللهم اجتماعان بالولاياتالمتحدة لمتابعة وتقييم سير المفاوضات الفنية على أن يتم التوصل لاتفاق بحلول منتصف يناير من العام المقبل. وأصدر وزراء خارجية مصر وإثيوبيا والسودان، بيانا مشتركا، عقب اجتماعات واشنطن منذ أسبوعين ماضيين، أكدوا خلاله أنه لاحظوا- لأول مرة- التقدم المحرز في الاجتماعات الفنية بين وزراء الموارد المائية في أديس أبابا والقاهرة. وبحسب البيان، فإن اجتماعات واشنطن، الذي جاءت بحضور ورعاية وزير الخزانة الأمريكية، ستيفن منوتشن، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، شهدت الاتفاق على أن الاتجاه الاستراتيجي للاجتماعين التقنيين المقبلين يجب أن يركز على تطوير قواعد وإرشادات تقنية لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بجانب تحديد ظروف الجفاف، وتدابير تخفيف آثار الجفاف التي يتعين اتخاذها. وذكر البيان أن "الدول الثلاث تدرك أن هناك فوائد كبيرة لها جميعا في وضع قواعد ومبادئ توجيهية لمعالجة ظروف الجفاف، ستشمل القواعد والمبادئ التوجيهية تدابير تخفيف الجفاف بناءً على التدفق الطبيعي في سنة معينة، ومعدلات إطلاق المياه من السد". وأشار إلى أن "تطبيق هذه القواعد والمبادئ التوجيهية التقنية لملء وتشغيل السد، بواسطة إثيوبيا، مع إمكانية تعديلها من قبل الدول الثلاث، وفقا للظروف الهيدرولوجية في سنة معينة". وأشاد الوزراء، في بيانهم، بدور المراقب والمسهّل الذي تلعبه الولاياتالمتحدة والبنك الدولي. وأعلن البيان عقد اجتماع آخر في واشنطن، في 13 يناير 2020؛ لمراجعة نتائج الاجتماعات الفنية القادمة في الخرطوموأديس أبابا بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وقال بيان مشترك، قال وزيرا الخارجية، سامح شكري، والري، محمد عبد العاطي، إن جولة واشنطن تضمَّنت عقد لقاءات ثنائية بين وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشن، مع وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، أعقبها اجتماع موسع جرى خلاله تناول الأطراف لوجهات نظرهم حول الخطوات اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل 15 يناير 2020. وأكد الوزيران أهمية انخراط الدول الثلاث في المفاوضات بحسن نية وشفافية من أجل تحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث وضمان التنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ المبرم في 23 مارس 2015، وبما يحقق أهداف إثيوبيا في توليد الكهرباء دون الإضرار بمصالح مصر المائية.