قالت الفنانة التشكيلية المصرية إيفلين عشم الله، إن التشكيليين العرب يصنعون البهجة برغم المعاناة، مشيرة إلى أنه رغم كل المعاناة في العالم العربي مازال الفنانون العرب يقاومون ويتمسكون بالفن طريقا للحياة. وأشارت عشم الله، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على هامش مشاركتها بالنسخة ال12 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير، المنعقد بمدينة الأقصر، في الفترة من 5 إلى 19 من الشهر الجاري والذى تنظمه وزارة الثقافة، بمشاركة 19 فنانا مصريا وعربيا وأجنبيا، إلى أن الحركة التشكيلية العربية تمتلك أسماءً كبيرة، واصفة جيل الشباب من التشكيليين العرب ب"المدهش". ولفتت إلى أن الفن حالة ذاتية وتعبير عن الذات لا يحتاج حين ممارسته إلى تصنيفات مثل المحلية أو العالمية، مؤكدة أنه "من المهم للفنان أن يجد من يشعر بفنه في بلده". ورأت أن الفن "لا يفتح بيوتا" في العالم العربي، لكنها لفتت إلى أن بعض الفنانين نجحوا في تسويق أعمالهم وصار الفن مصدر حياة لديهم. ورفضت إيفلين عشم الله تصنيف الفن ب "نسوى" أو "ذكوري"، وقالت إن الفنان هو من يمتلك أدواته، سواء كان رجلا أو امرأة، وأنها حين تمارس الفن لا تعرف فرقا بين الرجل والمرأة، وأن الإنسان موجود بأعماله دون النظر إلى جنسه، وأنها ترسم لوحاتها "دون أن يكون لديها عيب أو محرمات"، وأنها ترسم الجمال بمفهوم إنساني أوسع دون عقبات. وأضافت عشم الله أنها تحاول في لوحاتها خلق عالم مواز من الفرح والسعادة والبراءة في محاولة للهرب من متاعب الحياة، وأنها تستدعي الزمن الجميل في لوحاتها، وأنها تمتلك مخزونا بداخلها منذ أيام الطفولة وحتى اليوم، وأنها تحمل الكثير من التراث بداخلها، وأنها ترسم ما بداخلها بحرية. وكشفت عن أنها عاشت جزءا كبيرا من طفولتها مع الفلاحين ووسط الحقول والزراعات في قرى دسوق، وعاشت في صحبة الكثير من الكائنات من حيوانات وحشرات وطبيعة بكر ساحرة، وأن تلك الفترة مازالت حاضرة في وجدانها وتستوحى منها الكثير من أعمالها فترسم الطبيعة والحقول و"عشش تربية الطيور" فوق المنازل الريفية. وحول مشاركتها في ملتقى الأقصر الدولي للتصوير قالت عشم الله إنها تشارك في الملتقى وهى في حالة إقبال على الحياة، فرحا بتلك المشاركة التي تلتقي فيها فنانين كبارا وفنانين من جيل الشباب، وتعرفت على ثقافات عدة، وأن الملتقى بمثابة أيام من الفن والطبيعة والموسيقى. وأشارت إلى أن مدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة تستحق أن تكون وجهة للفنانين التشكيليين من أجل أن تستعيد المدينة بهاءها الفني والحضاري باعتبارها عاصمة الفنون في العالم القديم. يذكر أن الفنانة التشكيلية المصرية، إيفلين عشم الله، هي عضو مؤسس بنقابة الفنانين التشكيليين في مصر، وشغلت الكثير من المواقع في مجال العمل الثقافي بمصر ، وكانت مديرة لمتحف محمد ناجى بالهرم، ومديرة لمتحف الفن المصري الحديث، وأقامت أكثر من 20 معرضا خاصا، وشاركت في قرابة 15 معرضا عربيا ودوليا، بجانب عشرات المعارض المحلية. كما نالت عددا من الجوائز في مصر والخارج بينها جائزة فاوست الأولى العالمية من جمعية فاوست بألمانيا، وتنتشر أعمالها في عدد من المتاحف والمعارض والمؤسسات بمصر والخارج مثل متحف فاوست بمدينة كنتلنجن بألمانيا، ومتحف الفن المصري الحديث بالقاهرة.