نظمت جامعة كارلتون الكندية، محاضرة لسفير مصر في كندا، أحمد أبو زيد، بعنوان " تحديات الأمن المائي المصري نتيجة مشروع سد النهضة....فرص الدبلوماسية المائية في التوصل إلى حلول". وحظيت المحاضرة باهتمام كبير لدى الدوائر الرسمية ومراكز البحث والجامعات بالعاصمة الكندية، حيث شهدها أكثر من مائة مشارك من وزارات الخارجية والبيئة والموارد الطبيعية واللجنة المشتركة الدولية المعنية بإدارة الموارد المائية المشتركة بين كندا والولايات المتحدة. كما حضر الندوة لفيف من أساتذة وطلاب جامعتي اوتاوا وكارلتون، بالإضافة الى سفراء كل من أثيوبيا والسودان وعدد من الدول الأفريقية والعربية والأوروبية المعتمدين لدى كندا، وخبراء من مراكز البحث والفكر الكندية العاملة في مجال العلاقات الأفريقية والقانون الدولى وتسوية النزاعات. واستعرض السفير المصري في المحاضرة الأبعاد السياسية والفنية والقانونية لملف سد النهضة الاثيوبي ، وتطورات العملية التفاوضية والموقف المصري إزائها ، مع تقديم شرح وافٍ للخلفية التاريخية لقضية مياه النيل والعلاقات بين دول حوض النيل عبر المراحل التاريخية المختلفة، مؤكدا أن نهر النيل يجب أن يظل دائما جسرا للتعاون وتحقيق المكاسب المشتركة بين دول الحوض دون الإضرار بأى طرف، وليس قضية خلاف أو نزاع ، لاسيما أن موارد النهر كبيرة وكافية للجميع إذا حسن استغلالها. كما أكد السفير المصري في كلمته، علي أن المجتمع الدولي، لا سيما الدول ذات الخبرات الكبيرة في مجال ادارة الموارد المائية العابرة للحدود مثل كندا، مطالب بالتحرك العاجل لمساعدة الأطراف علي التوصل إلي حلول، وان يدرك بوضوح أن مياه النيل تعتبر قضية وجودية بالنسبة لمصر، حيث يعتمد الشعب المصرى عليها في كافة مناحي الحياة. ومن جهتها، ألقت الدكتورة بانو أورميتشي رئيسة المعهد العالمي للمياه بجامعة كارلتون، كلمة رحبت خلالها بالسفير المصري، مؤكدة أن الجميع يعلم أهمية مياه النيل بالنسبة لمصر، وان الجامعة حرصت علي استضافة السفير المصري للتحدث في هذا الموضوع وشرح موقف بلاده تجاه مشروع سد النهضة الاثيوبى، ليس فقط لكونه سفير مصر في كندا، وإنما لكونه يتمتع بخبرة طويلة في مفاوضات مياه النيل لسنوات عديدة، وأنه من أكثر الدبلوماسيين المصريين الذين انخرطوا في تفاصيل هذا الملف. ودار خلال اللقاء حوار مفتوح مع الحضور، أجاب خلاله السفير المصري عن أسئلة وتعقيبات المشاركين.