فى سبتمبر عام 2018، كان صيام عبده الشهير ب«ظاظا»، جالسا أمام محل الجزارة الخاص به، شاهد رجلا يحمل طفلا لديه إعاقة ومصابا بمرض السرطان على ظهره من محطة مترو السيدة زينب، إلى مستشفى 57357، لتلقى العلاج هناك، لم يملك الأب نقودا لاستقلال وسيلة مواصلات إلى المستشفى، فاستوقف له ظاظا «توك توك» على نفقته الخاصة، لإيصاله إلى مستشفى 57357. من هنا جاءت ظاظا فكرة شراء سيارة تقل مرضى السرطان وأهلهم المعدمين إلى المستشفى، فقرر شراء سيارة على نفقته الخاصة «مجانا ومن غير تبرعات، بعد لما شوفت الأهالى مش معاهم ثمن توك توك يوصلهم»، كما يقول ظاظا ل«الشروق». بعد مرور عام وشهرين ما زالت السيارة التى اشتراها ظاظا تعمل فى خدمة مرضى السرطان، تقلهم من محطة مترو السيدة زينب إلى المستشفى، وتعود بهم مرة أخرى إلى محطة المترو، إذ يعمل على السيارة سائق استقدمه المعلم ظاظا خصيصا «من الساعة 7 الصبح إلى 6 المغرب»، حسب قوله. يتحمل الرجل الخمسينى تكاليف راتب السائق والوقود، ولا يسمح لأحد من دون المرضى ركوب السيارة «العربية بتوصل المرضى بس، ممنوع أى موظف أو أى حد يركبها، حتى أنا لا أركبها». بخلاف السيارة، يقدم المعلم ظاظا خدمة مجانية لأطفال مرضى السرطان، ويوفر لهم إقامة فى منزله الخاص بالسيدة زينب طيلة فترة العلاج «عندى فى بيتى مكان مخصص للمرضى من أربع سنين، واستضافة كاملة طول فترة العلاج، ولما بيخلصوا بيسافروا وييجى غيرهم وهكذا..».