توصلت دراسة حديثة صادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن مدة مشاهدة الطفل للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بشكل عام تؤثر بشكل كبير على أنشطة الدماغ. وركزت الدراسة على فحص أكثر من 11000 طفلا تراوحت أعمارهم بين 9 و10 سنوات، وتم الكشف عن النتائج في ديسمبر الماضي من قبل مدير الدراسة الدكتور جايا داولينج، الذي أوضح أن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي كشفت عن وجود اختلافات في أدمغة الأطفال- وفقًا للساعات التي يتعرضون فيها للأجهزة اللوحية أو التلفزيون. وقال داولينج، إن الأطفال الذين يمارسون ألعاب الفيديو ويستخدمون الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لأكثر من 7 ساعات يوميًا، كان هناك ترقق في الطبقة الخارجية من دماغهم، أما الذين يشاهدون هذه الأشياء أكثر من ساعتين فقط على مدار اليوم، فحصلوا على درجات قليلة في اختبارات التفكير والإدراك وتكوين العبارات- حسبما ذكر موقع "health line". وأوضح القائم على الدراسة في حديثة لشبكة CBS، أن ترقق الطبقة الخارجية من الدماغ يكون له تأثير سلبي على الحواس في المستقبل، وتحديدًا حينما يصل الأطفال إلى مرحلة المراهقة. وعلقت طبيبة طب المراهقين في مستشفى جامعة ميتشيجان سي إس الأمريكية، إيلين سيلكي، على نتائج الدراسة، موضحة أن الدراسة كشف عن جزء مما يحدث في الدماغ ولكن حتى الآن لم يصل العلم إلى نقطة مهمة، وهي هل ينجذب الأطفال الذين يعانون من ترقق في قشرة الدماغ إلى مشاهدة التليفزيون كثيرًا أما هذا الترقق يحدث لهم نتيجة التعرض للشاشة لفترة طويلة. وأشارت إلى أن هناك دراسات أخرى أكدت أن مشاهدة الشاشة لوقت مفرط يضر بصحة الأطفال من خلال حدوث خلل في النوم وزيادة في الوزن، مؤكدة أنه من الواضح أن هناك تفاعل كبير بين الوسائط ونمو الطفل، ولكن منع التعرض للشاشة ليس الحل لأن هذا أصبح الواقع ولكن يجب توخي الحذر عندما استخدام الأجهزة اللوحية. ونصحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الأباء والأمهات بضرورة حساب الوقت الذي يتعرض فيه الأطفال للأجهزة اللوحية، موضحة أن الأطفال دون سن ال18 شهرًا لا يجب عليهم مشاهدة شاشة الهواتف الذكية أو التليفزيون نهائيًا، وبالنسبة للأطفال من 18 شهرًا إلى 24 فيسمح لهم بالمشاهدة نصف ساعة فقط، ولكن يجب أن يكون ما يشاهدونه يعمل بجودة عالية حتى لا يجعل أعينهم تبذل مجهود، أما من يتراوح أعمارهم بين عامين إلى 5 أعوام، فيجب إلا تزيد مدة المشاهدة عن ساعة وبجودة عالية أيضًا.