نشر موقع ساينس دايلي دراسة جديدة بتاريخ 4 مايو 2017 عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. مع استمرار تزايد عدد الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة في المنازل، يبدأ بعض الأطفال في استخدام هذه الأجهزة قبل البدء حتى بالكلام. وتشير البحوث الجديدة التي تم تقديمها في اجتماع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لعام 2017 إلى أن هؤلاء الأطفال قد يكونون أكثر عرضة لتأخير مهارات النطق والحديث. وشملت الدراسة، التي عنوانها "هل استخدام الأجهزة الالكترونية المحمولة مرتبط بتأخر اللغة عند الرضع"، 894 طفلا أمريكيا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين. ومن خلال الفحوص التي استمرت 18 شهرا، 20% من الأطفال لديهم متوسط استخدام جهاز إلكتروني محمول يوميا لمدة 28 دقيقة، وفقا لآبائهم. واستنادا إلى أدوات فحص تأخر مهارات اللغة، وجد الباحثون أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل مستخدما شاشة الكترونية محمولة، كلما كان من المرجح أن يكون لدى الطفل تأخر في الكلام واستخدام اللغة التعبيرية. ووجدت الدراسة أن كل زيادة مدتها 30 دقيقة أمام الشاشة المحمولة، يزداد خطر تأخر الكلام بنسبة 49%، في حين لم يتم تأكيد صلة واضحة بين مدة استخدام شاشة الجهاز المحمول وتأخير مهارات التواصل الأخرى، مثل لغة الجسد أو الإيماءات. تقول الدكتورة كاثرين بيركن، طبيبة الأطفال والباحث الرئيسي في الدراسة، أنه "في حين المبادئ التوجيهية الجديدة لطب الأطفال تشير إلى الحد من وقت استخدام هذه الشاشات للرضع والصغار، نحن نعتقد أن استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مع الأطفال الصغار أصبح شائعا جدا"، موضحة أن "هذه هي الدراسة الأولى التي تعزز وجود علاقة بين مدة استخدام الشاشة الالكترونية المحمولة وزيادة خطر تأخير اللغة التعبيرية". وأضافت الدكتورة بيركن أن نتائج الدراسة تدعم التوصية الأخيرة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال لتشجيع إبعاد أي نوع من الشاشات سواء الإعلامية أو الالكترونية عن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرا. وفي المملكة المتحدة، وجدت أبحاث جديدة أن استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يسبب مشاكل كبيرة في النوم بين الرضع والأطفال الصغار، الأمر الذي يؤدي إلى أضرار كبيرة في تكوين الخلايا العصبية واضطرابات في نمو قدراتهم العقلية. وقد ربط بحث علمي أجرى الشهر الماضي في جامعة لندن بين كل ساعة يقضيها الطفل في استخدام جهاز الكتروني يعمل باللمس وبين مدة 15 دقيقة أقل من النوم. شمل البحث 715 من أولياء أمور الأطفال دون سن الثالثة، سئلواعن الفترات التي يقضيها أطفالهم في استخدام الأجهزة اللوحية الإلكترونية. وتوصل التقرير النهائي إلى أن 75٪ من الأطفال الصغار يستخدمون شاشة تعمل باللمس بشكل يومي. وحذر الباحثون من أن اللدونة العصبية – قدرة الدماغ على تكوين علاقات عصبية جديدة – تكون في أعظم حالاتها خلال مرحلة سن الرضاعة والطفولة، مضيفا أن الحرمان من النوم العميق من المرجح أن يكون له أكبر تأثير خلال هذه الفترة الحرجة من النمو. وقالت مستشارة النوم للأطفال، لوسي وولف لإذاعة "نيوز توك" الأيرلندية أن الدراسات تؤكد باستمرار أن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية له تأثير سلبي على أنماط نوم الأطفال. وأضافت أن "التلفزيون على وجه التحديد لديه هذه النوعية من التأثير السلبي وبعض البرامج التي يشاهدها الأطفال لها تقريبا تأثير مثل الافتتان، حيث يدخلهم في مستوى من الهدوء الذي ربما لا ترى أبدا طفلك هادئا كهذا من قبل". وتابعت "من ثم يعيدون تجميع ما تمت مشاهدته وما يحدث هو أن عملية إنتاج هرمون الميلاتونين الضروري للنوم العميق تتعرض للخطر". إدمان التكنولوجيا: في الولاياتالمتحدة، يقال أن الأطفال الذين يبلغون من العمر 13 عاما يذهبون أحيانا إلى مراكز لإعادة التأهيل من أجل كسر إدمانهم على الأجهزة المحمولة. واحد من أبرز تلك المراكز هو مركز "إعادة الحياة" بالقرب من مدينة سياتل الذي يعد الأول من نوعه في العالم الغربي. ويساعد الشباب على التعامل مع إدمان التكنولوجيا الرقمية بما في ذلك ألعاب الفيديو. مؤسسة المركز الدكتورة هيلاري كاش تنصح الناس من جميع الأعمار بتقييد استخدامهم للأجهزة إلى أوقات محددة، وحذرت الأسر لمواجهة مخاوفهم بشأن التأثير المتزايد للتكنولوجيا على حياتهم اليومية. وقالت كاش "عند البدء في تسليم هذه الأجهزة للأطفال الصغار ينجذبون بالتحركات، والألوان والأصوات القادمة من هذا الجهاز، وهذا فاتن بما فيه الكفاية ليعطل كل الغرائز الطبيعية التي لدى الأطفال من الأنشطة الحركية والاستكشاف والتفاعل الاجتماعي". وضع الحدود السيدة وولف – التي قامت بتأليف كتاب "حل مشكلة نوم الطفل" حول الأساليب لمساعدة الأطفال على النوم خلال الليل – تنصح الآباء بمنع أطفالهم من استخدام التلفزيون والإلكترونيات على الأقل ساعة قبل ميعاد النوم وتقليل الاستخدام على مدار اليوم. وأوضحت إن المشكلة تمتد أيضا إلى الأطفال الأكبر سنا – المراهقون – لذلك وضع الحدود هو أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالأدوات وألعاب الكمبيوتر. وذكرت السيدة وولف أن هؤلاء الأطفال والمراهقون سيبقون في كل ليلة أمام شاشاتهم الإلكترونية إذا سمح لهم بذلك، وبالتالي هم بالطبع لا يحصلون على قسط كاف من نوعية النوم العميق الذي يحتاجونه". وفي الوقت ذاته، لا يدعو البحث إلى حظر الأجهزة الذكية بشكل كامل عن الأطفال، حيث تساهم تلك التكنولوجيا الحديثة في تحفيز مهارات التعلم لديهم ولكن يجب وضع الحدود حتى يتم تفادي المخاطر. المقال من المصدر: ساينس ديلي – نيوز توك