حذر أطباء أمريكيون من أن الافراط في استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يعرض الأطفال، خاصة الذين لا تتجاوز أعمارهم العامين، لمشكلات تتعلقة بالصحة العقلية. وشدد الأطباء على أن ساعة واحدة يقضيها الأطفال في التحديق بشاشات الهاتف الخلوي أو الأجهزة اللوحية تجعلهم أكثر عرضة للتوتر أو الاكتئاب، كما يجعلهم ذلك أقل فضولا، وأقل قدرة على إنهاء المهام، وأقل استقرارا عاطفيا وخفض سيطرتهم الذاتية. وعلى الرغم من أن المراهقين هم الأكثر عرضة لأضرار هذه الأجهزة، إلا أن الأطفال دون العاشرة والأطفال الذين هم في طور النمو يتأثرون بهذه الأضرار. ويقول الباحثون في جامعة "سان دييجو" في الولاياتالمتحدة، إن الوقت الذي يقضيه الأطفال على الهواتف الذكية هو سبب خطير لكن يمكن تجنبه لتفادي مشاكل الصحة العقلية. وقال الدكتور جان توينج، أستاذ طب الأطفال في جامعة "سان دييجو": "نصف المشكلات الصحية العقلية تتطور في فترة المراهقة، فهناك حاجة إلى تحديد العوامل المرتبطة بقضايا الصحة العقلية، التي يمكن تغييرها". وشدد الأطباء على ضرورة أن يحرص الآباء والمعلمون على تقليل الوقت الذي يقضيه أطفالهم على الإنترنت أو مشاهدة التلفزيون أثناء دراستهم أو تنشئة أطفالهم. وأوضح الدكتور تيونج، أن الدراسة تدعم توصيات "الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال"، التي حددت الحد الزمني لاستخدام الأطفال للشاشات، وهي ساعة واحدة في اليوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين العامين وال5 أعوام، كما تشير إلى أنه يجب تطبيق حد مشابه، ربما لساعتين، على الأطفال والمراهقين في سن المدرسة. وحلل الباحثون البيانات التي قدمها الآباء لأكثر من 40،000 طفل أمريكي تراوحت أعمارهم ما بين العامين وال17 عاما لإجراء مسح وطني واستفسر الاستبيان عن الرعاية الصحية للأطفال، وعن أي مشاكل عاطفية أو تطورية أو سلوكية، إلى جانب وقت استخدام الشاشات الإلكترونية. وقد وجد أن المراهقين الذين يقضون أكثر من 7 ساعات يوميا فى استخدام الشاشات الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق، والاكتئاب، مقارنة بأقرانهم الذين قضوا ساعة واحدة فقط، كما وجدت الدراسة أن الروابط بين وقت الشاشة والرفاهية هي أقوى بين المراهقين والأطفال الصغار. ويقدر "المعهد الوطني الأمريكي للصحة"، أن الأطفال والمراهقين يقضون عادة ما يتراوح ما بين 5 إلى 7 ساعات أمام الشاشات الإلكترونية في وقت الفراغ، لذلك قررت "منظمة الصحة العالمية" هذا العام إدراج اضطراب الألعاب في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض.